الغنيمة الغنيمة........

الغنيمة الغنيمة........ Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png

« الغَنِيمَةَ الغَنِيمَةَ بِانتِهَازِ الفُرصَةِ فِي هَذهِ الأيَامِ العَظِيمَةِ ؛ فَمَا مِنهَا عِوَضٌ ولا لهَا قِيمَة.

المُبَادرَةَ المُبَادرَةَ بِالعَمَلِ ، والعَجَلَ العَجَلَ قَبلَ هُجُومِ الأجَلِ ، قَبلَ أن يَندَمَ المُفَرِّطُ عَلَى مَا فَعَل ، قَبلَ أن يَسألَ الرَّجعَةَ لِيَعمَلَ صَالِحًا فَلا يُجَابُ إلى مَا سَأل ، قَبلَ أن يَحُولَ المَوتُ بَينَ المُؤمِّلِ وبِلُوغِ الأمَلِ ، قَبلَ أن يَصِيرَ المَرءُ مُرتَهِنًا فِي حُفرَتِهِ بِمَا قَدَّم مِن عَمَل.

لَيسَ لِلمَيتِ فِي قَبرِهِ ،
فِطْرٌ ولا أضْحَى ولا عَشْرُ ..

نَاءٍ عَن الأهَلِ عَلى قُربِهِ ،
كَذَاكَ مَن مَسكَنُهُ القَبرُ ..

يَا مَن طَلَعَ فَجرُ شَيبِهِ بَعدَ بِلُوغِ الأربَعِينَ !

يَا مَن مَضَى عَليهِ بَعد ذَلِكَ لَيَالِي عَشرِ سِنِينَ حَتَّى بَلَغَ الخَمسِينَ !

يَا مَن هُوَ فِي مُعتَرَكِ المَنَايَا مَا بَينَ السِّتِينَ والسَّبعِينَ !

مَا تَنتَظِر بَعدَ هَذَا الخَبرِ إلَّا أن يَأتِيكَ اليَقِينُ ؟

يَا مَن ذُنُوبَهُ بِعَدَدِ الشَّفعِ والوَترِ !

أمَا تَستَحِي مِنَ الكِرَامِ الكَاتِبِينَ ؟

أم أنتَ مِمَّن يُكَذِّبُ بِيومِ الدَّينِ ؟

يَا مَن ظُلمَةُ قَلبِهِ كَاللَّيلِ إذَا يَسرِي أمَا آن لِقَلبِكَ أن يَستَنِيرَ أو يَلِينَ ؟

تَعرَّض لِنَفحَاتِ مَولَاكَ فِي هَذا الَعشرِ ؛ فَإنَّ فِيهِ لِلهِ نَفحَاتٍ يُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء ، فَمن أصَابَتهُ = سَعِدَ بِهَا آخِرَ الدَّهرِ ».

ابنُ رَجَب - رَحِمَهُ اللَّـهُ -.
[ لطَائِفُ المَعَارِف || ٢٧٤ ]