ㅤ
« الغَنِيمَةَ الغَنِيمَةَ بِانتِهَازِ الفُرصَةِ فِي هَذهِ الأيَامِ العَظِيمَةِ ؛ فَمَا مِنهَا عِوَضٌ ولا لهَا قِيمَة.
المُبَادرَةَ المُبَادرَةَ بِالعَمَلِ ، والعَجَلَ العَجَلَ قَبلَ هُجُومِ الأجَلِ ، قَبلَ أن يَندَمَ المُفَرِّطُ عَلَى مَا فَعَل ، قَبلَ أن يَسألَ الرَّجعَةَ لِيَعمَلَ صَالِحًا فَلا يُجَابُ إلى مَا سَأل ، قَبلَ أن يَحُولَ المَوتُ بَينَ المُؤمِّلِ وبِلُوغِ الأمَلِ ، قَبلَ أن يَصِيرَ المَرءُ مُرتَهِنًا فِي حُفرَتِهِ بِمَا قَدَّم مِن عَمَل.
لَيسَ لِلمَيتِ فِي قَبرِهِ ،
فِطْرٌ ولا أضْحَى ولا عَشْرُ ..
نَاءٍ عَن الأهَلِ عَلى قُربِهِ ،
كَذَاكَ مَن مَسكَنُهُ القَبرُ ..
يَا مَن طَلَعَ فَجرُ شَيبِهِ بَعدَ بِلُوغِ الأربَعِينَ !
يَا مَن مَضَى عَليهِ بَعد ذَلِكَ لَيَالِي عَشرِ سِنِينَ حَتَّى بَلَغَ الخَمسِينَ !
يَا مَن هُوَ فِي مُعتَرَكِ المَنَايَا مَا بَينَ السِّتِينَ والسَّبعِينَ !
مَا تَنتَظِر بَعدَ هَذَا الخَبرِ إلَّا أن يَأتِيكَ اليَقِينُ ؟
يَا مَن ذُنُوبَهُ بِعَدَدِ الشَّفعِ والوَترِ !
أمَا تَستَحِي مِنَ الكِرَامِ الكَاتِبِينَ ؟
أم أنتَ مِمَّن يُكَذِّبُ بِيومِ الدَّينِ ؟
يَا مَن ظُلمَةُ قَلبِهِ كَاللَّيلِ إذَا يَسرِي أمَا آن لِقَلبِكَ أن يَستَنِيرَ أو يَلِينَ ؟
تَعرَّض لِنَفحَاتِ مَولَاكَ فِي هَذا الَعشرِ ؛ فَإنَّ فِيهِ لِلهِ نَفحَاتٍ يُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء ، فَمن أصَابَتهُ = سَعِدَ بِهَا آخِرَ الدَّهرِ ».
ابنُ رَجَب - رَحِمَهُ اللَّـهُ -.
[ لطَائِفُ المَعَارِف || ٢٧٤ ]