يا من قلت الحياء تخلف

يا من قلت الحياء تخلف Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
بسم الله الرحمن الرحيم ، 
يقول الرسول صلى الله عليه و سلم "إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء"
اخوة الايمان ، لما كان خلق الحياء من اهم الاخلاق التي حثت عليها رسالة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ، وجب علينا كمسلمين مناقشة هذا الخلق و اهميته في بناء شخصية المسلم و مدى تفشيه في مجتمعنا ، خصوصا في هذا الزمن الذي شاعت فيه الفاحشة كثرت فيه الفتن و اصبح الماسك في دينه و اخلاقه كالماسك على الجمر من شدة صعوبة المحافظة عليه ، 
اعلموا رحمكم الله أن الحياء خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة.. وهو رأس مكارم الأخلاق، ، كما انه علامة تدل على ما في النفس من الخير وهو معيار صادق على طبيعة الإنسان فيكشف عن مقدار بيانه وأدبه. فعندما ترى إنساناً يشمئز ويتحرج عن فعل ما لا ينبغي فاعلم أن فيه خيراً وإيماناً بقدر مافيه من ترك للقبائح. و صدق الشاعر حيث قال
حياءك فاحفظه عليك وإنما *** يدل على فعل الكريم حياؤه

و اننا لنجد في سنة المصطفى عليه الصلاة و السلام كما كبيرا من الاحاديث التي تعنى بخلق الحياء تقديرا منه صلى الله عليه و سلم لاهميته في بناء شخصية المسلم ، و من ذلك قوله :
{ الإيمان بضع وسبعون شعبه فأفضلها لا إله إلا اللّه وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان }.
والسر في كون الحياء من الإيمان: أن كلا منهما داع إلى الخير مُقرب منه صارف عن الشر مُبعد عنه، فالإيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصي والمنكرات. والحياء يمنع صاحبه من التفريط في حق الرب والتقصير في شكره. ويمنع صاحبه كذلك من فعل القبيح أو قوله اتقاء للذم والملامة.
و في حديث اخر ، يقول عليه الصلاة و السلام" إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: يا ابن آدم إذا لم تستحي فاصنع ما شئت " 
و لما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم خير قدوة للمسلمين في عباداتهم و معاملاتهم و اخلاقهم ، فقد اقتضى ذلك ان يكون خير قدوة لهم في الحياء ، حتى ذكر ابي سعيد الخدري رضي الله عنه :
((كَانَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا, فَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ, عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ))

حرص المسلم على الحياء و الدعوة اليه
ان المسلم إذ يدعو إلى المحافظة على خلق الحياء في الناس وتنميته فيهم إنما يدعو إلى خير ويُرشد إلى بر؛ إذ ان الحياء من الأيمان والأيمان مجمع كل الفضائل وعنصر كل الخيرات, وفي الصحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء بمعنى ينصحه ان يقلل منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فإن الحياء من الأيمان ", فدعا بذلك إلى الإبقاء على الحياء في المسلم ونهى عن إزالته ولو منع صاحبه من استيفاء بعض حقوقه, إذ ضياع بعض حقوق المرء خير له من أن يفقد الحياء الذي هو جزء أيمانه وميزة إنسانيته ومعين خيرته, ورحم الله امرأة كانت قد فقدت طفلها فوقفت على قوم تسألهم عن طفلها, فقال أحدهم تسأل عن ولدها وهي منتقبة فسمعته فقالت: لأن أرزأ في ولدي خير لي من ان أرزأ في حيائي أيها الرجل.