إن الإسراء والمعراج من معجزاتِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. أما الإسراء فثبَتَ بنصِّ القرآن والحديثِ الصحيحِ، فيجبُ الإيمان بأنَّهُ صلى الله عليه وسلم أَسرى الله بهِ ليلاً من مكَّةَ إلى المسجدِ الأقصى. وقد جاء في تفسيرِ الآيةِ ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ﴾ السَّبْحُ في اللُّغَةِ التَّباعُدُ ومعنى سَبِّح اللهَ تعالى أي بَعِّدْهُ ونزِّهْهُ عمّا لا ينبغي. وقوله ﴿بِعَبْدِهِ﴾ أي بمحمَّد. ونِسبةُ النبيِّ إلى ربِّه بوصفِ العبوديّة غايةُ الشَّرَفِ للرّسولِ لأنَّ عِبَادَ اللهِ كثير فَلِمَ خَصَّهُ في هذهِ الآيةِ بالذكّرِ ؟ ذلك لتخصيصهِ بالشَّرَفِ الأعظَم.
والمقصود من المعراج هو تشريف الرّسول باطّلاعه على عجائب العالم العُلوي. أمّا الله تعلى فهو موجود بلا مكان ولا يجري عليه زمان، لا يسكن سماءً ولا أرضًا، بل هو خالق السّماء والأرض والعرش والكرسيّ ولا يحتاج إلي شىءٍ من خلقه، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ﴾ [سورة الشورى آية 11].
ومن نسب المكان أو الجهة لله لا يكون مسلما، وعليه الرّجوع للإسلام بالنُّطق بالشّهادتين مع ترك الاعتقاد الفاسد.