تقع الكثير من الزوجات في أخطاء جسام، وتصدر عنهن تصرفات شائنة، متعبة؛ تؤدي بدورها إلى فرار الزوج من البيت، والبُعد عنه لساعات طوال، ليريح نفسه، وأعصابه، وصحته بوجه عام..
فحين تختلق الزوجة المشكلات، وتتعمد النكد، والحزن، وكثرة الشكوى والتبرم بعد عودة زوجها إلى البيت، وانقضاء ساعات العمل المرهقة، وتستقبله بوجه عبوس متجهم، فهي توصل إليه رسالة تفيد بأنه غير مرغوب فيه، وأنها لا تحبه، ولا تقدره، الأمر الذي يجعله يكره اللحظة التي يرجع فيها إليها، ويتمنى لو كان هناك مكان للإقامة في محل عمله، ليستقر فيه، ويسكن إليه!..
وحين تهمل الزوجة في نظافتها الشخصية، ولا تعتني بملابسها، ولا بنظافة وترتيب بيتها، فتقع عين الزوج بعد عودته على ما يكره، ويؤذي أنفه، فلا شك أنه سيفر إلى حيث يجد راحته، إما أنه سيذهب إلى بعض الأقربين، أو إلى الأصدقاء المقربين – لو كان تقيا، وإما أنه سيضل السبيل، وربما يبحث عن أخرى ويدخل معها في علاقة غير شرعية تغضب الله، وتجعله عرضة للعقاب في الدارين - لو لم يكن يخشى الله ويتقيه..
وعندما تكثر مطالب الزوجة المادية المغلفة ببعض المقارنات بينها وبين من هن أغنى وأيسر حالا منها، فيشعر الزوج باليأس والإحباط، والعجز عن تلبية حاجياتها، فيكون هروبه من البيت إلى مكان آخر هو أفضل سبيل للنجاة من هذا الشعور المحزن.
وحين تبالغ الزوجة في الاهتمام بأبنائها، وتهمل زوجها، وتقصر في أداء واجباتها تجاهه، وتشعره بأنها لا ترغب فيه جنسيا، بدعوى أنهما كبرا سنا، وأن الأبناء أولى وأحق بالاهتمام والرعاية والوقت والجهد، فما على الزوج إلا أن يبحث خارج البيت عن أخرى تشعره بأنه ما زال مرغوبا فيه، وتعوضه وتسد الفجوة التي أحدثتها الزوجة..
لذا حري بكل زوجة أن تتقي الله في زوجها، وتراقب كل تصرفاتها، وتبحث في نفسها وما يصدر عنها من سلوكيات عما يضايق الزوج ويوغر صدره، ويجعله يفر من البيت إلى مكان آخر، وتصلح ما بها من خلل وعيوب؛ حتى لا تكون سببا في انحرافه وإفساده، ومن ثم خراب بيتها بعد ذلك، وتمزيق أواصر أسرتها، وذلك قبل فوات الأوان، فلا دموع تفيد، ولا ندم وأسف يجدي..
فإذا أرضت الزوجة ربها، وأدت واجباتها على أكمل وجه ، وصبرت واحتسبت، وحافظت على بيتها بكامل استطاعتها – رغم ما تواجه من صعوبات ومشكلات – أرضا الله عنها زوجها، وأثابها أجر طاعته