لن اتحدث عن والدته التي تخلت عن عاطفة الامومة ورمت به هنا ، ولا عن والده الذي لا يحمل من الرجولة غير الذكورة التي أتبثها لحظة نزوة عابرة.. سأتحدث عن طرف ثالث لا ناقة له ولا جمل ، غير أنه لا يحمل الإنسانية وربما يشترك معهم في الحيوانية " الحيوانات تعطف على بعضها أحيانا "
كيف إستطعت أن تمد قلمك على جسد طفل صغير ، كيف صوبت قلمك فوق صدر ضعيف ، كيف مررت المداد على بشرة رقيقة ، كيف ضغطت على النقطتان " القاف " و " الياء " ، وكيف رسمت عصى حرف " الطاء" ، كيف طاوعتك الكتابة بكل وحشية وقلة ضمير.. فقط لتتضح الصورة للمصور الغبي أو مشارك حقير ، أين الإنسانية أين الشفقة أين الرحمة أين العطف ، قبل أن نغير الحكام و الكراسي والطغاة ، يجب أن نعيد للإنسان إنسانيته التي فقدها.....