كانَ هُناك طفل يصْعب إرضاؤه
أعطاهُ والده كيسٌ مليء بالمسامير،
وقال له: قمْ بطرق مسماراً واحداً في سور الحديقة في
كلّ مرة تفقد فيها أعصابك أو تختلف مع أي شخص.
في اليوم الأول
قام الولد بطرق 32 مسماراً في سُور الحديقة،
وفي نهاية الأسبوع
تفاجأ الولد بهذا العدد الكبير من المسامير...
لذا قرر أن يتحكم بنفسه وأن يعمل على
تقليل هذه المسامير وبالفعل تمكن من خلال ذلك،
فكان عدد المسامير التي توضع
يومياً يقلْ..!
عندها اكتشف الولد أنه تعلم كيف يتحكم في نفسه،
فكان ذلك له أسهل من الطرْق على
سور الحديقة.
واستمر في ذلك حتى أتى اليوم الذي لم يطرق فيه الولد
أي مسمار في سور الحديقة،
عندها ذهب لوالده ليُخبره بأنه لم يعد بحاجة إلى أن يطرق أي مسمار.
فقال له والده:
أما الآن فقمْ بخلع مسماراً واحداً عن كل يوم يمر بك
دون أن تفقد أعصابك.
ومرت الأيام،
وأخيراً
تمكن الولد من إبلاغ والده أنه قد قام بخلع كل المسامير من على السور.
عندها قام الوالد بأخذ ابنه إلى السور،
وقال له:
(قد أحسنتْ التصرف،
ولكن انظر إلى هذه
الثقوب التي تركتها في السور لن تعود
أبداً كما كانت،
يا بُنيّ: عندما تحدث بينك
وبين الآخرين مشادّة أو اختلاف
وتخرج منك
بعض الكلمات السيئة،
فأنت تتركهم بجرح
في أعماقهم كتلك الثقوب التي تراها..
أنت تستطيع أن تطعن الشخص ثم تخرج
السكين من جوفه،
ولكن تكون قد تركت أثراً لجرح
غائر،
لهذا لا يهم كم من المرات قد تأسفت
له لأن الجرح لا زال موجودا؛
فجرح اللسان أقوى من جرح الأبدان).