قاعدة أخلاقيَّة نفسيَّة اجتِماعيَّة خُذيها مني و طَبِّقيـها أعِدُكِ أن تعيشي حياتك في راحَة تامَّة. لا تُعطي القيمَة لأَي شيء كان غيرَ دينكـ وعلاقتك بربِّكـ، سأوضِّح أكثَر لِـأنها قاعِدة ذات أبعاد مختلِفة رغم صِغرِها. إن أَخَذتِ كل شيء ببساطَة فإنَّك و ببساطَة إن تَعَرَّضتِـ لِخِيانة من طرف صديقَتِك أو استغلال فإن نفسكِ لن تحقِد عليها ولن تلبَس كِسوَة الكُره ومن ثَمَّ فإنَّكـ ستعامِلينها بودٍّ رغم ما ألحَقَت بك من ضرر و تكون بذلك طَبَّقتِ الآية التي تقول :" فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه وليٌّ حَميم" و الأمر كذلك بالنسبة لمن ظلمك فإنك إن أخذت الأمر ببساطة على أنه شيء عادي و أن كل البشر يخطئون فإنه من الطبيعي أن يخطئوا في حقك، بل إنهم يخطئون في حق مولاهم الله عز و جل فكيف لا يخطئون في حق الخلق ؟ إن تَوَقَّعتِ هذا وسلَّمتِ نفسك لهذه الحقيقة وكنتِ على استعداد دائِم لأي طعنة أو ظلم او جميع أنواع التجاوزات في حقِّكِ فإنَّك ستستصغِرِين الأمر فيعود عاديا في نظرك و تكسبين بذلك راحة نفسية لا مثيل لها. البعد الثاني وهو عند المصائب، عند استصغارِكِ من شأن أي مصيبة كانت سواء مرض أو موت حبيب أو اي شيء كان عدى مصيبة وفتنة الدين، فإنَّك بذلك تُرَسَّخين في نفسك مفهوم عدم دَوَام الدنيا وأن كل ابتلاء فيها ما هو إلا رفعة له و تطهير عنده عز وجل، فعِوَض أن تحزني من بلواكِ سيكونُ لكِ فرحاً لأنَّك ترينَ الأمور من منطلق آخر. عندما سيشقُّ عليك حجابك الشرعي أو نقابك التصرف بحرية والتعامل بشكل عادي مع المجتمع الذي ينظر إليك بقسوة وبنظرة ازدراء كأنكِ تلك المسكينة المُشفَقُ مِن حالِها، فإن نظرتهم و استهزاءاتهم وأحكامهم المسبقة لن تؤثر فيك ولن تحزِنَكِ لأَنَّ نظرة الناس في نظرك ما هي إلا عبارة عن شكلِيَّات لا تسمن ولا تغني من جوع بل إنَّكِ عامِرَة الفِكرِ بنظرة الله عز وجل لك فاستصغارك لنظرتهم يزيد من كِبَر و تعظيم نظرة الله عز وجل لكِ. والكثير الكثير الكثير. يقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم : "مَا الدُّنْيَا في الآخِرَةِ إِلّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحدُكُمْ أُصْبُعَهُ في الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ" عندما نعطي للدنيا حَقَّها و وزنها الحقيقي، فإننا حينها سنعرف قدر الأشياء التي تحيط بنا و نعطي لكل ذي حق حقه فلا نَظلَمُ ولا نُظلَم، ونكون بذلك قد عُدنا لِفِطرتِنا الأصليَّة التي لا تبغي في الدنية سبيلـاً إنَّمـا تسعى لِتَسمو في أعَالي الجِنان. اللهم أخرج حب الدنيا من قلوبنا واجعلنا اللهم فيها من أَزهَدِ الزاهِدينَ.