💕 غِيـــــــرة النِّســــــــــــاء 💕
عَنْ عَائِشَة - رَضِيَ اللـهُ عَنْهَا - أَنَّ رَسُولَ اللـهِ ﷺ خَرجَ مِنْ عِنْدَهَا لَيْلًا..-
قَالَتْ: فَغِرْتُ فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ.- فَقَالَ:" مَا لَك يَا عَائِشَة أَغَرْتِ؟"- فَقُلْتُ: وَمَا لِي لَا يَغارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلُكَ؟!-
فَقَالَ رَسُولُ اللـهِ ﷺ:" أَقَد جاءكِ شَيْطَانكِ".- قَالتْ: يَا رَسُولَ اللـهِ، أَوَمَعي شَيْطَان؟!
قَالَ:" نَعَمْ".- قُلْتُ: وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ؟!- قَالَ:" نَعَمْ".
قُلْتُ: وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللـهِ؟!
قَالَ:" نَعَمْ، وَلَكِنَّ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسَلَّمَ".
رَوَاهُ مُسْلِمُ 📙
💕 غِيـــــــرة النِّســــــــــــاء 💕
وَيَرْوِي أنْس بْن مَالِك - رَضِيَ اللـهُ عَنْهُ -
مُوقِفًا مِنْ مَوَاقِفِ غَيْرَة أَمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَة - رَضِيَ اللـهُ عَنْهَا -
حَيْثُ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ فِي بَيْتِهَا فَأَهْدَتْ إِلَيْهِ إحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ صَحفَة بِهَا طَعَامٌ فَغَارَتْ عَائِشَةٌ وَضَرَّبَتْ يَد الْخَادِمِ فَوَقَعَتِ الصَّحْفَةُ وَاِنْكَسَرَتْ وَتبَعْثرَ الطَّعَامُ عَلَى الْأرْضِ..
يَقُولُ أنْس - رَضِيَ اللـهُ عَنْهُ-:" فَجَمَعَ النَّبِيُّ ﷺ فَلقِ الصَّحْفَة ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ،- وَيَقُولُ:
" غَارَتْ أُمُّكُمْ".
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ 📘
🎀 ضَــابِـــط الغيـــرَة 🎀
نَبْدَأُ أَوْلًا بِضَابِطِ الغيرة أَلَا وَهُوَ التَّوَسطُ فَلَا إِفْرَاطٌ وَلَا تَفْرِيطٌ،
فَالْإِفْرَاطَ فِي الغيرة يُؤَدِّي إِلَى نَتَائِجِ كَارِثِيَّةِ قَدْ تَسْتَحِيلُ مَعَهَا الْحَيَاةَ الزَّوْجِيَّةَ،
فَالْمَرْأَةَ الَّتِي تُسْرِفُ فِي الغيرة عَلَى زَوْجِهَا تَرْتَكِبُ أَفَعَالًا تُضَايِقُ الزَّوْج كَالْتَّجَسُّسِ عَلَى مُكَالَمَاتِهِ وَفَتْحِ هَاتِفِهِ وَقِرَاءةِ رَسَائِلِهِ وَالسُّؤَالِ عَنْهُ فِي أَوْسَاطِ عَمَلِهِ وَتَتَبُّعِ تَحَرُّكَاتِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَفْعَالِ الَّتِي لَا يَجِدُ مَعَهَا الزَّوْجَ إِلَّا النَّفُورَ مِنْ زَوْجَتِهِ!
وَقَدْ يَتَمَادَى بَعْضُ الْأَزْوَاجِ فَيَفْعَلُونَ مَا يُثِيرُ الشَّكُّ فِي نُفُوسِ زَوْجَاتِهِمْ نِكَايَةً فِيهنَّ وَاِنْتِقَامًا!
فَالْغَيْرَةُ الَّتِي بِدُونِ دَليل وَإِنَّمَا هِي مَحْضُ شُكُوكٍ وَظُنونٍ وَأَوْهَامٍ هِي غَيْرَةُ مَذْمُومَةُ لَا يُحِبُّهَا اللـهُ سُبْحَانَهُ..
كَمَا فِي الْحَديثِ الَّذِي صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:" مَنَّ الغَيرةِ مَا يُحِبُّ اللـهُ وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللـهُ،- فَأَمَّا الَّتِي يُحِبُّهَا اللـهُ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ،- وَأَمَّا الغيرةُ الَّتِي يُبْغِضُهَا اللـهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ".
🎀 الـتَّـصــرُف تِجــاه الغِيـــرَة 🎀
وَأَمَّا عَنْ تَعَامُلِ الزَّوْجِ وَتَصَرُّفِهِ تِجَاهَ هَذِهِ الغيرة الْفطْرِيَّةَ، وَكَذَا تَصَرُّفِ الْمَرْأَةِ الْعَاقِلَةِ إِنَّ بَدْرَ مِنْهَا أَفَعَالٍ تَدَلّ عَلَى الغيرة..
فعَلَى الزَّوْجِ أَنْ يَتَفَهَّم أَنَّ هَذَا الطَّبْعِ فِي الْمَرْأَةِ إِنَّمَا هُوَ فطْري طَبْعِيُّ جبِلَتْ عَلَيْهِ، وَعَلَيْه أَْنْ يَتَعَامَل مَعَهَا بنَّاء عَلَى هَذَا التَّفَهُّمِ.-
قَالَ القاضي قَالَ الْمِصْرِيِّ وَغَيْرِهِ مِنَ الْعُلَمَاءِ:
الغيرة مُسَامِح لِلنِّسَاءِ فِيهَا لَا عُقُوبَةٌ عَلَيْهنَّ فِيهَا لمَّا جبِلْنَ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ، وَلِهَذَا لَمْ تُزْجَرْ عَائِشَة عَنْهَا.
شَرح النَّوَوِيُّ عَلَى مُسْلِم
📗