فالذي يعجزُ عن الدعاء فهو في غاية العجز ؛ لأن الدعاءَ عبادةٌ لا تُكلّف صاحبها جهدًا ، فلا تكلّفهُ تعبًا ، ولا نصبًا ، يستطيعُ أن يدعوَ وهو جالسٌ ، وهو ماشٍ ، وهو مضطجع ، قال تعالى { تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا } .
ففي كُل أحواله يستطيعُ أن يدعوَ الله - جل وعلا - ، ولهذا كان شأنُ نبينا ﷺ دعاء الله في كل أحواله ؛ في دخوله وخروجه ، وركوبه للدابة ، في مشيه ، في رواحه ، في دخوله المسجد ، وخروجه منه ، في صلاته ، في طعامه وشرابه ، إتيان أهله ، في الصباح والمساء وعند النوم ، وفي الصلوات ، وعند تمامها ، وفي كل أحواله ﷺ ، يدعو في كل مقام بما يناسب