شهر رجب بين النبي صلى الله عليه وسلم وبيننا اليوم!

شهر رجب بين النبي صلى الله عليه وسلم وبيننا اليوم! Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
اشتهر بين كثير من الناس أن لشهر رجب خصائص معينة وفضائل مخصوصة، فمنهم من يجعل له صيام مخصوص، ومنهم من يجعل له صلاة مخصوصة، ومنهم من يجعل فيه ذبيحة مخصوصة، ومنهم من يجعل فيه صدقة مخصوصة، وغير ذلك من الأعمال، ودليلهم في ذلك كله إما التقليد، وإما دليل سواء كان حديثًا أو أثرًا.

والعجيب أنه لم يثبت في كل هذه الأعمال السابقة حديث صحيح صريح واحد، فلم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه ولا صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة. تبيين العجب بما ورد في شهر رجب لابن حجر (11).

 وقال ابن القيم رحمه الله: كل حديث في ذكر صيام رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى. المنار المنيف (96).

غير أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على استحباب الصيام في الأشهر الحرم (ورجب من الأشهر الحرم ) فقَالَ صلى الله عليه وسلم : «صُمْ مِنْ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ» رواه أبو داود (2428) وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود. فهذا الحديث - إن صح - فإنه يدل على استحباب الصيام في الأشهر الحرم, فمن صام في شهر رجب لهذا, وكان يصوم أيضًا غيره من الأشهر الحرم فلا بأس, أما تخصيص رجب بالصيام فلا.

وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة، بل موضوعة، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات. "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (25/290). 

وعليه فلم يرد في شهر رجب فضائل مخصوصة ولا خصائص معينة، غير أنه من الأشهر الحرم، التي نهانا المولى عز وجل فيها عن ظلم أنفسنا بالمعاصي، فلا ينبغي تخصيص هذا الشهر الكريم بعبادة مخصوصة معينة، صلاة كانت أو صيام أو صدقة، أو عمرة، فكل هذا مما لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما ورد – إن صح –  هو صيام الأشهر الحرم، لا صوم رجب خاصة، ولا صوم أيام معينة في رجب.
لا يوجد أي ردود على هذا الموضوع