زوجى...لا تضطرنى للتسول ارجوك

زوجى...لا تضطرنى للتسول ارجوك Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
كل إنسان بحاجة لأن يحس بالتقدير، ولدى كل إنسان حاجة إلى الحب والتعبير عنه بكافة الأشكال، وفى كافة المواقف، وليس أجمل ولا أعذب من كلمة حب بين زوجين جمع الله قلبيهما على الحلال، فيغنى الله كلاً منهما بالآخر ويملأ فراغه، ولكن أن يهمل الزوج زوجته ولا يشبع عاطفتها، فهذه مشكلة، والكارثة أن يكون هناك من يرصد هذا الفراغ، ويحاول أن يسده بشكل غير مشروع.
وإن كنا نعذر الزوج حين يتزوج بأخرى، ونقول: لابد أنه لم يجد ضالته فى الأولى، فكيف تتصرف الزوجة حين تفتقد تقدير زوجها وحبه؟ إنها رسالة إلى كل زوج يرى الحب ضعفًا.. وتقدير الزوجة رعونة، والكلام الحلو تضييع وقت!


شكاوى الزوجات

خديجة عبد الله (موظفة) زوجى يخاصمنى بالأيام ونحن نعيش مع الأسرة الكبيرة فى بيت العائلة، والجميع يلاحظ ذلك فيكلم الجميع إلا أنا، ودائمًا يتهمنى بعدم النظافة والإهمال فى بيتى، رغم أنى أعمل أكثر من نصف اليوم وأرجع مرهقة ولا يساعدنى وراتبى يذهب إلى العائلة.

أميمة عابد (مدرسة) تزوجته وهو طالب، وعملت وكنت أنفق عليه وعلى أخواته البنات، وأول ما توفرت له فرصة عمل تركنى وسافر وتزوج من ممرضة، ويعطينى فتات وقته وماله، والعلاقة بيننا شبه مقطوعة، فأين التقدير وأين العرفان بالجميل.. ناهيك عن الحب؟
بسمة أحمد (موظفة) أسهمت مع زوجى حين كان موظفًا صغيرًا لا يملك شيئًا، وأعطيته مالاً بدأ به مشروعًا صغيرًا، وبارك الله فيه، وكان قبل ذلك يأخذ برأيى ونعيش حياة سعيدة، وحينما اغتنى بخل علينا، ويعطينا بالكفاف ويفضل أهله ويعطيهم، ثم تزوج من أخرى، مما جعلنى أكره الحياة، وأرى أنه لا وجود للإخلاص فيها فما بالك بالتقدير.

أما نسيبة عبد الرحمن (ربة منزل) فتقول: زوجى يحرص على مشاعرى، وخاصة أمام أهله ويساعدنى فى المنزل، ودائمًا ما يدافع عن حقى، وذلك يجعلنى ازداد حبًا له وتقديرًا ففاقد الشيء لا يعطيه، وأنا أستمد حبى لزوجى من حبه لى.

خطأ التربية

وعن أثر التربية على إهمال الرجل لتقدير زوجته يحدثنا د. أحمد العمرى - أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة - فيقول الخطأ الذى نقع فيه، ونحن نربى أولادنا أننا نعلى من قيمة الذكر، ونفرق فى التربية بين الولد والبنت، فالبنت تقوم بخدمة الولد، الولد يأكل والبنت تجمع الأطباق، ويوم الإجازة الولد ينام وتساعد البنت أمها فى أعمال البيت، هو يلقى ملابسه وأخته تجمعها وتنظمها، تعود الولد على أن يأمر البنت ()، ورُبِّى على أنه الأفضل وأنها الأدنى، ثم إن الابن الذى يرى أمه مهانة، وهى النموذج والمثل، يتعود على هذا، ويكبر وتتحول البنت الأخت الصغيرة إلى الزوجة، فتصبح أيضًا محل الإهانة والتحقير، ونحن نخطئ فى حق أبنائنا وأنفسنا وفى حق آخرين حينما نربى أولادنا بهذه الطريقة، ولذا نجد الولد حينما يصبح رجلاً يعتمد الشدة والقوة أسلوبه فى التعامل مع الآخر (الزوجة) لأنه لم يرب على أن روح الود والأمان تسود الأسرة، وأن التعبير عن الحب والامتنان ليس نقيصة فى حق الرجل، أو تهمة يتهم بها، فإذا ما نشأ على هذا نجده حريصًا على التعبير لزوجته عن امتنانه وشكره لشيء طيب قدمته، أو إعجابه بثوب جميل ترتديه، أو ثنائه على جهد قدمته، مما يشعرها بالتقدير ويجعل حياتهما أفضل وأجمل.
ويحدثنا د. يوسف قاسم - أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة - عن النبى (صلى الله عليه وسلم)، وكيف كان خُلقه مع زوجاته رضى الله عنهن وتقديره لهن فالزوجة أقرب شخص إلى الإنسان، فيجب أن تعامل معاملة كريمة، وقد ورد عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "خيركم خيركم لأهله"، والأهل تعنى الزوجة، فالقرآن الكريم يقول: قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(يوسف: من الآية25)
وفى كلام أنس بن مالك: "قال خدمت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشر سنين، فما قال لى عن شيء فعلته لم فعلته، وما قال لى عن شيء لم أفعله لِمَ لم تفعله"، فإذا كان هذا خلقه (صلى الله عليه وسلم) مع الخادم، فكيف به مع الزوجة، وللنبى (صلى الله عليه وسلم) مواقف مع زوجاته توضح مراعاته لشعورهن، فحينما عايرت زوجاته السيدة صفية بنت حيى بأنها ابنة يهودى - نتيجة لغيرتهن - من جمالها، طيب النبى خاطرها وقال لها: ردى عليهم بأنى زوجة نبى ، وأبى نبى ، وعمى نبى (إشارة لسيدنا موسى وهارون).
وكان إذا غضبت إحداهن من الأخرى أخذ الحق لصاحبته فى لين، وحينما كسرت السيدة عائشة إناء للسيدة حفصة أمرها برد مثله، حتى فى مرض الوفاة فقد استأذن بقية زوجاته فى أن تمرضه السيدة عائشة فى حجرتها، وكان هذا خلقه (صلى الله عليه وسلم) مع زوجاته وحرى بكل مسلم أن يقتدى به، فهو المثل الأعلى لكل مؤمن، وفى ديننا الكلمة الطيبة صدقة، والزوجة أولى بصدقة زوجها.

أرجوك .. لا تفعل
لا يوجد أي ردود على هذا الموضوع