حياة زوجية لا جماعية!!!!!

حياة زوجية لا جماعية!!!!! Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
لهذه النصيحة صلة بالتي قبلها(1)، فالحياة الزوجية بين زوجين اثنين، فعليه تجنبي اشراك غيركِ معكِ فيها إلا بالحسنى من الرأي المحمود، والتناصح المشروع.


فالحياة زوجية لا جماعية:
1. في جميع الأسرار؛ فإياكِ وإياكِ أن يظهر سر زوجك لأحد من الناس.
وأقبح الأسرار خروجاً ما كان يدور بينكما على الفراش، وقد صح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة: الرجل يُفضي إلى امرأته وتُفضي إليه ثم ينشر سرها".
وفي رواية: "إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة: الرجل يفضي إلى امرأته أو تفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه" أخرجه مسلم وأبو داود.
قال الحافظ النووي رحمه الله: "وفي هذا الحديث تحريم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمور الاستمتاع ووصف تفاصيل ذلك وما يجري من المرأة فيه من قول أو فعل أو نحوه".
فأما مجرد ذِكر الجماع فإن لم تكن فيه فائدة ولا إليه حاجة فمكروه لأنه خلاف المروءة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت....".


وكذلك الحياة زوجية لا جماعية:
2. في حل المشاكل ومعالجتها في بادئ الأمر، فليس من سبيل العاقلات أن تفزع في أدنى مشكلة بينها وبين زوجها إلى: أمها أو أختها أو صديقتها وتبث بين يديها المشكلة بمنظورها هي -وقطعاً ربما تكلمت بلسان المظلومة- ثم يُبدين لها الآراء التي لا تزيد المشكلة إلا تعقيدا وشدة!
فحاولي أن تدربي نفسك يوماً بعد يوم على حل مشاكلك وزوجك بنفسك بعيداً عن آراء الآخرين.
فإن من يدخل عن طريقك كالقاضي الذي لم يسمع من كلا الطرفين، وإنما أخذ دعواكِ وبها قضى وأوصى وأمر، فهل هذا عدل؟!!
نعم، قد تشتد المشكلة، ويعظم الشق على الراقع فلا حرج من دخول طرفٍ عاقل وأكثر، كما قال تعالى: "وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً" [النساء:35].
وهنا لي التفاتة يسيرة مع الآية عند قول الله تعالى: "إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا " فلا يفوتكِ هذا المعنى عند وقوع المشكلة دوماً؛ وهو: إرادة الإصلاح، فلا يكن همك هو مجرد الانتصار عليه وإذلاله، بل ليكن قصدك هو العودة إليه وعودته إليكِ.
وهذا له من المنافع الشيء الكثير، منها: التماس العذر، ومنها التجاوز عن الخطيئة ومنها التلطف في الكلام، ومنها المبادرة بالعفو ومنها التنازل عن بعض الحقوق طلباً في الإصلاح وغير ذلك.