حكم الصوم على جنابه 🍁

حكم الصوم على جنابه 🍁 Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
الجنابة يُطلق مصطلح الجنابة على الرجل والمرأة على حدٍّ سواء إذا حصل بينهما جماع دون إنزال المني قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل، وإن لم ينزل" [١]، أو إذا تمَّ نزول المني بشهوة من دون أن يحدث جماع، ويمكن أن تتحقق الجنابة من الاحتلام أثناء النوم أيضًا أو بالاستمناء عمدًا على خلاف حكم الاستمناء بين الفقهاء، مع أن أكثر الفقهاء حرموا ذلك، وكل ذلك يوجبُ الغسل على المسلم، قال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [٢]، وهذا المقال سيتحدث عن غسل الجنابة وعن حكم الصيام على جنابة. [٣] غسل الجنابة قبل الحديث عن حكم الصيام على جنابة لا بدَّ من الإشارة إلى غسل الجنابة الذي ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أوجبَ الله تعالى الغسل على من قام بعملٍ يأخذُ به صاحبه صفةَ الجنابة، قال تعالى في محكم التنزيل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا} [٤]، وقد وردَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيفية الغسل من الجنابة، ومن المعلوم أنَّ هناك نوعان للغسل وهما: الغسل الواجب والغسل الكامل، وفيما يأتي تعريف كلِّ نوع بالتفصيل: [٥] الغسل الواجب: هو الغسل الذي يقتصر على واجبات الغسل فقط، والذي إذا قام به الشخصُ ارتفعَ عنه الحدث وتحقق غسله، وفي هذا الغسل يجبُ على المرء أن يجمع بين شرطين أساسيين وهما: النية وهي أن يغتسل بنية رفع الحدث عنه، تعميم كامل الجسد بالماء فقط. وهذا الغسل صحيح لو لم يلتزم فيه المرء بالسنن والمستحبات الأخرى للغسل. الغسل الكامل: وهو الغسل الذي يجمع فيه الشخص بين الواجبات والأمور المستحبة التي وردت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وصفةُ هذا الغسل كما وردَ في حديث ابن عباس عن خالته ميمونة -رضي الله عنها- قالت: "أدنيْتُ لرسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- غَسْلَه مِن الجنابةِ، فغَسَلَ كفَيْه مرتين أو ثلاثًا، ثم أدخلَ يدَه في الإناءِ، ثم أفرغَ به على فرَجه، وغسلَه بشمالِه، ثم ضربَ بشمالِه الأرضَ، فدلَّكَها دلكًا شديدًا، ثم توضأَ وضوءَه للصلاةِ، ثم أفرغَ على رأسِه ثلاثَ حَفَنَاتٍ ملءَ كفِّه، ثم غسلَ سائرَ جسدَه، ثم تَنَحَّى عن مقامِه ذلك، فغسلَ رجليه، ثم أَتيْتُه بالمِنْدِيلِ فرَدَّه" [٦]. حكم الصيام على جنابة قبل الحديث عن حكم الصيام على جنابة لا بدَّ من معرفة مبطلات الصيام التي وضعها الفقهاء والتي تتمثُّل في سبعة أمور تفسد الصيام وتعد من المفطرات وهي: "الجماع، الأكل والشرب عمدًا، ما يلحق بالأكل والشرب، الحجامة، القيء عمدًا، إنزال المني عمدًا، خروج دم النفاس والحيض"، لذلك فإنَّ الاحتلام لا يفسد الصيام، أي إذا نام المسلم وهو صائمٌ واحتلم واستيقظ جنبًا فلا إثمَ عليه وصيامه صحيح، لأنَّ ما يفسد الصيام هو إنزال المني عمدًا، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: "يدَعُ الطَّعامَ مِن أجلي، والشَّرابَ مِن أجلي، وشهوتَه مِن أجلي" [٧]. أمَّا ما كان عن غير قصدٍ فذلك رُفعَ عنه الإثم، وكذلك فإذا أجنبَ المسلم في الليل سواءً من جماعٍ أو غيره ولم يغتسل وبقي على ذلك حتى اليوم التالي ونوى الصيام فصيامه صحيح لكن عليه أن يغتسل من أجل أداء الصلاة المفروضة، فعن عائشة وأم سلمة -رضي الله عنهما-: "أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان يُدرِكُه الفجرُ، وهو جُنُبٌ من أهلِه، ثم يغتَسِلُ ويصومُ" [٨]، وبالتالي فإن حكم الصيام على جنابة جائز ولا حرج في ذلك والله تعالى أعلم. [٩][١٠