باربي جزء 13

باربي جزء 13 Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
واختارت هذه المرة أن تسترخي على كرسي الإسترخاء، وتعود برأسها للوراء لكي تتحدث، عما أسمته قائمة الذكريات، ...........

وبدأت تتحدث:

كنت أميرة متوجة، بين والدي، فأمي تعاملني كملكة، وأبي يدلني ولا يرفض لي طلبا، ......... وكنت أشعر أنهما خلقا فقط لكي يجعلاني سعيدة، لهذا شعرت طوال حياتي بالأمان، وحبهما لبعضهما، وعلاقتهما الزوجية القوية تمثل لي حزام الأمن والسلامة، .......... لكني عرفت القلق رغم ذلك لأول مرة في حياتي، عندما تسلت إلى حياتنا سيدة غريبة، .......

لست أعرف عنها الكثير، لكنها كانت سببا في الكثير من الألم الذي سببه والدي لأمي، وكانت سببا في انهيار سعادتي، نظرتي لوالدي، .......... كما أني أصبحت بعد ذلك لا أحترم والدتي مطلقا، لأنها جسدت أمامي شخصية المرأة المغفلة .......!!!


لا أذكر في أي عمر بدأ الأمر، لكنه بدأ ........... و أذكر كيف كان والدي يصطحبني معه لبيت آخر، إنه بيت تقيم فيه امرأة جميلة........ ترتدي ملابس تختلف عما ترتديه والدتي، ..... وتضع الكثير من المكياج، والإكسسوارات، كانت تبدو كالممثلات التي نراهن في التلفاز،.............. كان يأخذني معه إلى بيتها، ويطلب مني أن أجلس أمام الفديو حيث يدير لي فيلم ( توم آند جيري) ......... وآبقى أنا هناك أطالع لكن عقلي مشوش، وقلقي يزداد، وأنفاسي تتقارب، كلما سمعت صوتهما يضحكان في غرفة النوم، و أسمعه وهو يغازلها، ويلاطفها، .............. كنت أشعر بالغربة، والخوف، وكأن هذا الرجل ليس والدي، ....... حتى أني خفت على نفسي منه،.......... لقد كان معها رجلا آخر، مختلف، لم يعد والدي الذي أعرفه،...............

كانت تخرج بعد ذلك وتنظر إلي بنظرة فيها الإستفسار، والإستهزاء، ......... وأحيانا الحسد....!!!

بينما يخرج والدي من عندها سعيدا منتشيا، .......... كان في قمة السعادة معها، ........ لم أكن أفهم في البداية ما الذي يحدث، فهو شخص طيب في بيتنا، ملتزم بصلاته، خلوق، ......... إنه كيّس مع والدتي، وكل معارفنا، لكنه يتحول لطفل ذليل بين يديها تلك المرأة........... كان اسمها دلال، ...... كانت من جنسيتنا، لكنها بيضاء جدا، .....، جميلة كثيرا، كنت أراقبها وهي تمر قربي، وتقع عيناي على قدميها البضاوتان، الرقيقتان الدقيقتان، ........ في حياتي لم أرى قدمين رائعتين هكذه، .......... كنت أشعر بالغيرة منها، لأنها جعلت والدي يحبها كل هذا الحب، لقد كان متيما بها، وكان يتحدث معها عن أمي، ........ في بعض المرات.
أحيانا يقول: مسكينة حرمة كبيرة ما تعرف عن الدنيا شي،.......


لكن أمي لم تكن امرأة كبيرة، بل شابة، الفرق هو أنها لم تكن تعرف كيف تصبح أجمل، ........ كما أنها لم تكن امرأة عصرية في ذلك الوقت فهي متقيدة بارتداء الملابس التقليدية، السروال والمخور، كما تعلمين.......!!!
بينما كانت دلال مختلفة كل الإختلاف، فهي تتحرك أمام والدي بساقين عاريتين، وصدر مكشوف براق، وتضع في شعرها الكثير من الإكسسوارات الملونة، التي كنت أراها وأنا طفلة مميزة ورائعة، ......... 

(( وتسيل دمعة من عينها................. حتى أذنيها، فتمسح دمعتها، لتنزل الدمعة التالية...................))

وكان والدي في كل مرة يشتري لي الأيس كريم، والحلويات، ويطلب مني أن لا أخبر والدتي، عن أي شيء.....

وتكمل: وبمجرد عودتنا للمنزل، كان يلاطف والدتي ويكيل لها الكلمات الحلوة الكاذبة، كلمات يخدعها بها، لكي لا تشعر بما يفعله في الخفاء، ......... ولكنه يدعي المرض كثيرا، كنت أراها وهي تتقرب إليه، وهو يصدها بحجة المرض، والدتي المغفلة تسأله: (( شو فيك ...؟؟ أخاف عين صكتك يا الغالي، .... خل أبو سعيد الإمام يقرا عليك......))

كنت أشعر بالقهر، والظلم، ............. وبأني مجرمة لأني أشارك والدي في خداع والدتي، .......... لم أكن قادرة على أن أخبرها بأي شيء، .... كنت أخاف عليها، ....... لم أخف منه قط، ولم أشعر يوما بأن علي أن أكتم سره لأجله، بل لأجل والدتي، .......

أشعر يوميا بالإختناق كلما تذكرت كيف كان يعاملها، ....... بسطحية ولا مبالاة، بينما يتعامل مع الأخرى، بطريقة مختلفة تماما، إنه يصبح خاتما، بل خادما تحت قدميها........!!!