الشرفة ومابعدها – قصة رعب لمحمود سلوم - Mahmoud Salloum
الحلقة الثالثة (3)
رحت عند الباب عشان أطلع على الشارع واشوف شو رمالي من البرنده.. وصلت الباب وأول ما اجيت افتح الباب سمعت صوت وراي.. لوين طالعه؟ اتطلعت لقيت ماما.. ماعرفت شو بدي أرد عليها ووقفت ساكته.. طلبت مني أرد وقالتلي احكي ليه ساكته؟ جاوبيني لوين نازله؟ قلتلها ماما كنت بالبرنده لأنه مش جايني نوم وأنا سرحانه وقع مني شالي عالشارع.. لهيك انا نازلة اجيبه.. مسكتني من ايدي وحكتلي بدك تفضحينا ابوكي لو صحي وعرف انك مش هون رح يموتك ويموتني.. بس أنا مارديت عليها ونزلت عالشارع بسرعه.. أول ماوصلت تحت سمعت صوت حدا ببكي.. والصوت خلاني متوترة ومش عارفه أدور على الشي اللي رمالي ياه أو على أني اتطلع فوق وأشوفه لو بعده.. بس ماكنت قادرة اشوف شي من العتمه ومن البرنده بكون مبين أوضح من ما اكون تحت.. الشارع عتمه وبخوف.. الحي كله بوحي بالإشمئزاز والخوف بس أنا كنت أقوى من هالخوف.. وكان في شي جواتي بحكيلي هون في لغز.. في شي غريب أنا لازم أحله.. كنت مئايسه على حياتي بعد ظروفي مع اهلي وعيشتي اللي ماكانت محببه لإلي.. لقيت حالي بهالشارع المخيف ومتفاجأة بشي.. وكان لازم أخوض هالتجربه.. ضليتني أدور بس الصوت ماتركني لحظة.. اتطلعت حواليه لقيت بنت قاعدة عند ماسورة مي وبإيدها لعبة ومش مبينه بالعتمه.. كان شعرها مغطي وجهها ومنزلة راسها وبتبكي.. قلت مش لازم أقرب عليها بس كيف بنت بنص ليل قاعدة بالشارع.. كل ليلة عم بلاقي شي بعقدني أكتر بهالحي.. شو عم بصير وليش عم بصير معي هيك .. هالشي ماكنت قادرة اعرفه.. وأول ما شلت عيوني عنها ورجعت أدور.. سكت صوت بكاها.. وسمعت صوتها بتقلي.. الأشي اللي بتدوري عليه معي أنا.. رجعت اتطلع عليها.. كان صوتها بخوف كله حشرجه.. حكيتلها مين انتي؟ وشو عرفك عشو بدور؟ وبهاللحظة رفعت راسها.. أنا نصدمت من اللي شفته.. كان بدي أهرب على البيت.. بس وقفت صامده ومهمله أي شعور ممكن أحسن فيه.. كان وجهها مشوّه.. مشوّه كتير.. محروقه لدرجه أنه ملامحه مختفيه بشكل كبير.. وعيونها دايبه.. دب الخوف بقلبي من منظرها.. ووماقدرت أسأل او احكي شي.. قالتلي ..خفتي مني مش هيك؟ مابدك تشوفي الشي اللي معي؟ هيه بحضني.. ماتخافي أنا مش عميه بس شايفتك منيح.. لسه عندي طرف عين بقدر أشوف فيها اللي حواليه.. تعالي خديه.. ولو ماوصلتيني رح ارجع اشوفك مرة تانية لا تخافي.. قربت منها وطنشت دقات قلبي ورجفت رجليه.. ولسه بدي أوصل عندها.. ماما طلعتلي من باب العماره.. وحكتلي استبرق!!! بدك تفضحينا.. كل هاد بتدور على الشال.. اطلعي معي بسرعه ابوكي رح يصحى.. زحت راسي ناحية المكان اللي كانت فيه البنت.. مالقيتها.. صفنت بماما وماقدرت أحكي ولا كلمه.. اتطلعت فيه وحكتلي شو صايرلك بحكي معك! وقربت مني ومسكت ايدي وطلعتني على البيت.. وسكرت الباب.. وصارت تبهدل فيه وتقلي انتي شو صايرلك؟ من اول ما اجينا على هالبيت وانتي مش طبيعيه.. صرلك أسبوع مش مفهومه.. فهميني شو بصير معك.. ماقدرت احكي.. لأني أصلاً مش عارفه شو اللي بصير معي.. حكتلي مابدك تحكي؟ طيب نامي وبكرا الصبح مش رح اتركك لتحكي شو مالك.. وماشفت تحت شال ومبارح كذبتي على ابوكي.. نامي وبكرا بنحكي!.. عملت حالي نايمه.. وتركتها تروح على غرفتها وطلعت من غرفتي على البرنده.. وقفت بتطلع ناحيه المكان اللي طلعتلي في البنت.. ولساتني خايفه.. ياترى جد كان معها الشي اللي رماه الشب.. وليش هوه هلأ مش طالع.. مين هدول! انا شو بصير معي.. كيف اختفت.. شعوري مش عارفه أوصفه ولا قادرة أفهم شي.. الشب ماعاد طلع.. وأنا أعصابي بطلت تتحمل.. نمت الليلة وصحيت الصبح.. وأول ماطلعو خواني وبابا .. ماما صارت تسأل.. احكيلي ليش نزلتي تحت؟ حكيتلها تصدقي مابعرف ليه.. قالتلي ياسلام! جد مش عارفه ليه نزلتي؟ والشال؟ حكيتلها ماما انا ماتعودت اكذب عليكي بس القصة ماكانت عشان الشال أبداً.. أنا عم بشوف ناس حواليه.. قالتلي شو عم تشوفي؟ حكيتلها أشخاص حواليه وفي شي غريب مش مرتاحتله بهالمكان من أول ما سكنا.. حاسه في لغز وفي شي مستقصدني من بداية مادخلت هالحاره وهالعماره تحديداً.. ماما خافت وتوترت وقالتلي شو خلاكي تحكي هيك.. حكيتلها مافي داعي للخوف بس لو بتحبيني خليني أطلع من البيت هلأ.. حكتلي انتي مجنونة أبوكي ممكن يجي بأي لحظة.. حكيتلها بابا اليوم نسي يسكر الباب من برا.. وعشان هيك لازم استغل هالفرصه لأنه ممكن بكرا يسكره وما اقدر اطلع.. حكتلي لوين رايحه؟ حكيتلها الشقة اللي قبالنا بالبرنده.. قالت لمين؟ حكيتلها لشب! حكتلي الله يقصف عمرك.. وبتحكيها بالتم المليان كمان.. بدك تفضحينا! شب! من وين بتعرفيه.. حكيتلها مش متل ما انتي مفكره.. خلص اتركيني اروح.. فتحت الباب وطلعت وضلت تنادي عليه من الباب وهيه حامله أغراض بإيدها.. نزلت بسرعه وحسيتها بدها تلحقني.. بس انا هربت للعماره التانية بسرعه.. وشعوري من جوا انه ماما ورايه.. وصلت الشقة وقررت ارن الجرس.. وأول ما اجيت ارن.. رجعت طلعتلي المره اللي شفتها مره تانية.. صار قلبي يدق.. حكيتلها انتي!! قالتلي أه أنا .. ادخلي فوراً.. حكيتلها وين؟ قالت جوا وسحبت ايدي.. دخلت عندها كانت عيونها غريبة ووجها أسوء من المره الماضية.. حكيتلها انا اجيت انا وبابا على شقتك.. قالتلي.. وحكيتيله انه أنا معلمه وانه جاي عنا بس اجا واحد وقالكم انه انا متت وهيك صح! حكيتلها صح كيف عرفتي كل هالتفاصيل؟ فهموني شو عم بصير.. فهميني ارجوكي فهميني.. سكتت لثواني.. وفوراً حكت.. أنا ميته.. حكيتلها شو بتحكي؟!! قالت أنا ميته.. رجليه صارو يسحبوني للباب بدون وعي.. وكان بدي أهرب.. بس بالليلة الماضية وعدت نفسي أعرف شو بصير معي لو بدي أوقف كل شعور سيء ممكن يعترضني.. حكتلي متل ماحكيتلك أنا ميته وانتي الوحيدة اللي عم تشوفيني وتسمعيني.. ابني هاد اللي عالكنايه.. برضه ميت.. قلتلها ليش أنا؟ حكتلي في حدا بده ياكي تشوفينا وتسمعينا.. يمكن قصصنا بتحتم عليكي انتي بالذات اللي تكوني شاهده عليها.. قلتلها بس ماحدا بشوف الميت.. انا بعرف الأموات همه اللي بشوفونا مش العكس.. قالت غلطانه.. هيك وهيك.. انتي فيكي ماتشوفي حدا مات بحلمك؟ فيه واحد ميت يحكيلك شي ومايتحقق!؟ صارت كتير مع ناس.. بالحلم وبالخيال.. بس لأول مره رح بتصير بالواقع ومعك انتي.. وأنا تاني وحدة ميته شفتيها ورح تشهدي على تفاصيل حكايتها.. في سبب لكل شي رح يصير.. ولازم تكوني مستعدة لتشوفي هالأموات بحياتك.. بس أنتي غلطتي انك حكيتي لأمك على اللي صار بالليلة معك.. وهيه هلأ عم تدور عليكي تحت.. قلتلها انتي كيف بتعرفي؟ قالت أنا مجرد طيف.. بلا روح ولا احساس.. مش موجودة أصلاً.. بس بقدر أكون بأي مكان بسهولة.. أنا معك حالياً بس شايفه أمك شو عم تعمل.. لو بدك تتأكدي أني مش موجودة أصلاً .. ممكن تحطي ايدك على بطني.. أو على راسي.. وشوفي شو رح يصير.. بهاللحظة قررت أجرب اللي طلبته مني.. قربت ايدي منها وانا عم برجف.. وقربتها من راسها.. أيدي دخلت براسها وطلعت من الجهة التانية.. كأني دخلتها بضباب أو دخان.. سحبت ايدي بسرعه وارتجفت.. قالتلي لا تخافي.. نحنا هون مش عشان نأذيكي.. أطلعي من بيتي بسرعه.. أمك صارت بالشقة اللي تحتنا.. وعم تدق على باب الناس.. نفتح الباب لحاله وأنا طلعت اركض.. وقبل لأرجع راسي شفت الباب تسكر.. وفوراً امي طلعت من الدرج وشافتني واقفة.. وصارت تضرب على وجهها وتقلي الله يغضب عليكي.. تعي معي بسرعه.. رحت معها وهيه ماكفت اسأله لإلي.. وتقلي بدك تموتيني مش بكفي السكري وأبوكي وخوانك.. وانتي عليه كمان.. مافي طلعه لو تموتي.. بس أنا ماكان بالي معها أبداً.. وضل راسي بالكلام اللي سمعته والشي اللي شفته.. ولو شو ما احكي لماما مارح تصدق.. خصوصاً من بعد ماحكيتلها اني رحت اشوف شب.. شو رح يقنعها اني عم بشوف أموات؟ بس الشي اللي ماكنت اعرفه او افهمه.. ليه كل ما اقرر اروح بيت الشب وادق الجرس هالمره بتطلعلي وكأنها مابدها ياني أدخل؟!
يتبع
إستبرق💜
