رسائل عن الحياة الصعبة الرسالة الأولى: لا تنظر إلى الأوراق التي تغيّر لونها وبهتت حروفها، وتاهت سطورها بين الألم واليأس، سوف تكتشف أنّ هذه السطور ليست أجمل ما كتبت، وأنّ هذه الأوراق ليست آخر ما سطّرت، ويجب أن تفرّق بين من وضع سطورك في عينيه، ومن ألقى بها للرياح، لم تكن هذه السطور مجرّد كلام جميل عابر، ولكنّها مشاعر قلب عاشها حرفاً حرفاً، ونبض إنسان حملها حلماً واكتوى بنارها ألماً. الرسالة الثانية: إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية وهي رغم كل ذلك الحياة ونحن مطالبون أن نحياها كما هي. الرسالة الثالثة: إذا أغلق الشتاء أبواب بيتك، وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان، فانتظر قدوم الربيع وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقي وانظر بعيداً فسوف ترى أسراب الطيور وقد عادت تغنّي، وسوف ترى الشمس وهي تلقي خيوطها الذهبيّة فوق أغصان الشجر لتصنع لك عمراً جديداً وحلماً جديداً، وقلباً جديداً. الرسالة الرابعة: من المؤسف حقاً أن تبحث عن الصدق في عصر الخيانة وتبحث عن الحب في قلوب جبانة، بالرغم من أن الخيانة في بعض الأحيان تكون الشعور الأجمل إذا كان الشخص المغدور يستحقها، لكن في النهاية الحب الجميل الصادق تبقى ذكراه إلى الأبد، والحب الكاذب ينتهي إلى آخر نقطة في قاع الجرح. الرسالة الخامسة: علّمتني الحياة أن أجعل قلبي مدينةً بيوتها المحبّة، وطرقها التّسامح والعفو، وأن أعطي ولا أنتظر الرد على العطاء، وأن أصدق مع نفسي قبل أن أطلب من أحد أن يفهمني، وعلّمتني أن لا أندم على شيءٍ، وأن أجعل الأمل مصباحاً يرافقني في كلّ مكان. الرسالة السادسة: لا سلطة لنا على قلوبنا، هي تنبض لمن أرادت ومتى أرادت وكيف ما أرادت، بعضهم ينبض القلب له، وبعضهم ينبض القلب به، وبعضهم هم نبض القلوب، ولكن من الصعب أن ترى من ينبض له قلبك لكن هو لا يكترث لوجودك أصلاً، ولا يبذل الجهد لبقائك معه، وحينها تخذلك الحياة ويخذلك قلبك لأنّه اختار من لم يختاره. الرسالة السابعة: الصمت والكلام بسبب شخص يعزّ عليك، ولكنّه أخطأ في حقك، فإذا تكلمت خسرته، وإذا صمت اهتزّت صورته بداخلك، وتبقى في حيرة بداخلك بين الكلام والصمت، فليس الحزن إلّا صدأ يغشى النفس، والعمل بنشاط هو الذي ينفي النفس ويصقلها ويخلصها من أحزانها. الرسالة الثامنة: أيجب أن أموت في غيابك اختناقاً لتدرك أنّك هوائي الذي أتنفّسه، وهل كان قلبي قاسياً ليكون هذا الهجر قدري، أم أنّي مظلوم في بحر الحب وحدي، أترانا نلتقي ثانية أم أنّ أيّامنا قد ذهبت ولن تعود، أرسمك في قلبي ذكرى أبدية، أم أدفن ذكراك إلى الأبد، وأنثر الورود فوقها فهذه قسمتي من كدر الحياة. الرسالة التاسعة: أشكو هذه الآلام أم أندب تلك الجراح، أأحزن لما أنا به الآن، أم أبكي على الذي خسرته، ولكن لولا الأحزان والآلام، والخيانة والغدر، وكل المواقف والكلمات السيئة، لما تعلمنا الطيبة، ولكنا نجهل من هم حولنا، وبعدها نندم على إعطائنا لهم الثقة المطلقة برغم من أنهم احتلوا قلوبنا وقدمنا لهم كل شيء. الرسالة العاشرة: علّمتني الحياة أنّني عندما أفرح أظهر فرحتي لأسعد بها من حولي، وعندما أحزن أواري حزني كما يخفي الربيع آثار الخريف، وعلمتني أيضاً أن أكون مثلها وأن أرتدي ثوب الطهر والعفاف، وعلمتني الحياة أن أكون ناعمة مثل أوراقها وصلبة كالجذور، وخشنة كالساق، وطيبة كالعطر، وعلّمتني أن أكون كالتربة الخصبة أعطي من يزرع في ثمره دون انتظار المقابل
لا يوجد أي ردود على هذا الموضوع