الاستعداد لرمضان

الاستعداد لرمضان Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png

• الإستِعــــدَادُ لرَمضَـــــان •

قال اللَّه تعالى:
﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ﴾

إخْوتَــاه..

هَا هُو زمانُ البَذْرِ قدْ أظلَّكُم ، ونسيمُ رمضـــانَ قد جاءَكم، فأنعشَ النّفوس وأحيا القُلوب .

فإنْ أردتّم أنْ تنعَمُوا وتسبقُوا في شهرِ رمضَـــان ،فابدؤوا في الإسْتعـــدادِ مِن ( الآن ) ،،

ابْذُرُوا بُذورَ الخيرِ من قيـــامٍ وصيـــامٍ وقراءةٍ للقُــــرآن ، وتعاهَدُوا زرعَكم بسُقيا المُداومةِ والمعاهَدة ، حتّى تعتَادَه نفوسُكم ، ويُصبحَ جزءاً مِن حياتِكم ، "وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ " ( رواه مسلم )

ولا تكُونوا كالّذي أتْبَع نفسَه هوَاها ؛ حتّى إذا دخلَ رمضانُ أرادَ مِن نفسِه أنْ تكونَ مِثل الشّافِعيّ في قراءةِ القرآن!

فمِثلُ هذا - غالباً - لا يسْتطيع ؛ لماذا ؟

لأنّ نفسَه لم تتعوّد .. ولم تتعرّفْ علَى الله في الرّخاء ، فيظلُّ يُجاهدُ ويُكابدُ حتي إذا قاربَت النّفسُ علَى الإستعدادِ وكادَ القلبُ أنْ يلين ؛ وجدَ الشّهرَ قد انقضَى ولم يبقَ منه إلا يومٌ أو يومان! ففاتَه خيرٌ كثيرٌ ، والله المُستعَان!

ولَو أنّ مِثلَ هذا بدأَ مِن ( الآن ) ولو بركعتَين أو صفحتَين ثمّ تدرَّج - ومَن تدرَّج تخرَّج - لحصَدَ ما زرعَ ، ولسعدَ بما حصَد ، وعندَ الصَّباحِ يَحمدُ القومُ السُّرَى.

ولِذا كانَ السّلفُ يقُولون :

رَجَبُ شهرُ البذْرِ وشعبانُ شهرُ السُّقيَا ورمضَانُ شَهْرُ الحصَادِ.

فمِنهُم مَن كانَ حصادُه ستِّينَ ختمة كالإمامِ الشّافعيّ رحمَه الله ، ومنْهم مَن كانَ يَختِمُ في كلِّ ثلاثِ ليالٍ.

وأكثرُ السّـــلفِ كانُوا يَختِمــتون في كلِّ سَبْــعٍ في غيرِ رمضَان!

فبَـــادروا رحمَكم الله! فما هي والله إلّا أيّامٌ قلائلٌ، ويَحلُّ علينا رمضَـــانُ ضيفاً كريماً ، فتَرى أهلَ الجِدِّ والعزمِ في رياضِ القرآن يتقلّبون ، وبلذيذِ كلامِ الرّحمنِ يتنعَّمُون، وفي ختْمهِ يتسَابقون، فمِن ختْمةٍ إلى ختمةٍ ، وإنْ شئْتَ قُل: مِن جَنّةٍ إلى جنّةٍ ومِن رَوضَةٍ إلى روضةٍ! نسألُ اللهَ الكريمَ الرّحيمَ مِن فضْلِه.

بيْنمَا ترَى أهْلَ العجْزِ والتّفريطِ نادِمُون، ومِن هذا النّعيمِ محرُومون ، نعوذُ بِالله مِن الحِرمَانِ.

واعلَــمْ أنّه لنْ يَسْبِقَ مُقصِّرٌ مُجتِهـــداً أبَــداً .

ورَحمَ اللهُ مَن قَال :
إذَا أنتَ لمْ تزرعْ وأبصَرْتَ حَاصــِداً
نَدِمتَ علَى التّفريطِ في زمَنِ البَذْرِ

فبـــادِر قبلَ أنْ تُغادر ، واعلَم أنّه لا يُدرِكُ المَفـــاخِر مَن رضِيَ بالصفِّ الآخِر .

فاستَعـــنْ بالله وأخلِــــصْ له العمَل،
واستعِـــذْ به مِن العجْـزِ والكسَـل.

أسألُ اللهَ العليَّ القَدير أنْ يبلِّغنا وإيّاكم رمضــــانَ، وأنْ يجعلَنا فِيه مِن الفـــائزين.