2/11/2019 4:19:29 PM
كان عُلْبة بنُ زيد الحارثيُّ رضي اللهُ عنه رجلاً من أصحاب النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم فلمَّا حضَّ على الصَّدقة جاء كلُّ رجُل منهم بطاقتِه وما عنده، فقال عُلْبة بنُ زيد: اللَّهمَّ إنِّي ليس عندي ما أتصدَّقُ به، اللَّهمَّ إنِّي أتصدَّقُ بعِرْضي على مَنْ نالَه مِن خلْقِك، فأمر رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم مناديًا فنادى: أين المتصدِّق بعِرْضه البارحةَ؟ فقام عُلْبَةُ، فقالَ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((قد قُبِلت صدقتُك)). [الإصابة لابن حجر 2/493].
وفي رواية: أن سبعة من الأنصار أتوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، في جيش العسرة، وهي غزوة تبوك، فاستحملوه (أي: طلبوا منه أن يعطيهم ما يركبونه في سفرهم إلى غزوة تبوك) وهم: سالم بن عمير، وعلبة بن زيد، وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب، وعمرو بن الحمام بن الجموح، وعبد الله بن المغفل، وهرم بن عبد الله، والعرباض بن سارية الفزاري، وكانوا أهل حاجة (فقر) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا أجد ما أحملكم عليه}، فـ {تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنًا ألا يجدوا ما ينفقون} فلقي يامين بن عمرو أبا ليلى, وعبد الله بن مغفل وهما يبكيان، فقال: ما يبكيكما؟ فقالا: جئنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحملنا, فلم نجد عنده ما يحملنا، وليس عندنا ما نتقوى به على الخروج, فأعطاهما ناضحًا له, فارتحلاه, وزودهما شيئًا من لبن، وأما (علبة بن زيد) فخرج من الليل, فصلى من ليلته ما شاء الله، ثم بكى وقال: (اللهم إنك قد أمرت بالجهاد ورغبت فيه، ثم لم تجعل عندي ما أتقوى به، ولم تجعل في يد رسولك ما يحملني عليه، وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني بها في مال, أو جسد, أو عرض، ثم أصبح مع الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين المتصدق هذه الليلة؟, فلم يقم أحد، ثم قال: أين المتصدق فليقم، فقام إليه فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبشر , فوالذي نفس محمد بيده, لقد كتبت في الزكاة المتقبلة" الجامع الصحيح للسنن والمسانيد (19| 339)، وصححه الألباني في فقه السيرة (405). زاد المعاد في هدي خير العباد (3\ 462).