يقولُ أحدُهُم..

يقولُ أحدُهُم.. Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
كانت اِبنتي تحفظ في سورة الأحقاف، وذات يوم فُوجِئت بها تقول لي: أبي كم عُمرك؟
قُلت لها مُبتسمًا: أكيد هناك شيء ما وراء سؤالكِ هذا!
فَقالت مبتسمة متوسلة: هيا أبي أخبرني كم عُمرك؟
قُلت: 44 عامًا يا اِبنتي.
فَقالت: يعني بلغت 40 عامًا مُنذ أربع أعوام.
قُلت: نعم.
فَقالت: أممم، فَهل تقول دعاء مابعد الأربعين؟
قلت: وهل هُناك دعاء مخصوص بسن الأربعين عامًا؟
فَاِبتسمت اِبنتي وقالت: أريد منك هدية أولًا قبل أن اقول لك.
قُلتُ لها: لكِ ماتشائين ولكن بعد أن تُخبِريني.
فَقالت "في هيأة المعلمة": في سورة الأحقاف التي أحفظ فيها يقول الله تعالى : "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسنًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16)"

ولقد أخبرتني مُعلمتي بأنَّ أباها يقولُ هذا الدعاء مُنذُ ما يزيد على عشرين عام والآن عمرُه فوق الستين..
وقالت لنا المعلمة: مَن يُحِب والديه فليُخبِرهُما بهذا الدعاء الجميل، ولقد أخبرتُك يا أبي لأنني أُحِبُك.

شكرتُ اِبنتي كثيرًا لكلماتها الرائعة ووصيتها الثمينة، وقَبّلتُُ رأسها، وشكرتُ الله تعالى أن رزقني ببنتٍ أتعلَّمُ على يديها، ثم أعطيتُها المكأفاة المالية، فَفرِحت اِبنتي كثيرًا.

وقامت مُسرعة وأحضرت ورقة وقلم وكتبت الدعاء، وقالت: ضع هذه الورقة في حقيبةِ النقود لتقول الدعاء كل يوم عندما تخرج من حقيبتكَ نُقودًا.
وبعد أيام سألتني اِبنتي ما أخبار دعاء ما بعد الأربعين يا أبتي؟
قلتُ لها: لقد حفظتُه يا وردتي.
فَسعِدت لذلك صغيرتي جدًا.💛
-لقائله