اعلموا أن جهدكم الذي بذلتم في الحفظ لن يضيع، يقول الله تعالى:
(...أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ...)
قد تواجهك صعوبة في حفظ الآيات، تذكر أنه كلام الله، وأنك مأجور على كلِّ حرف،وبالصعوبة والمشقة يزداد أجرك.
كرر فالتكرارُ هو المعين بعد اللهِ على الضبط.
هناك فرق بين التكرار والضبط، قد تقول : أنا كررت مرارًا لكن لمَ لم أضبط ؟!
لا عليك أنت مع التكرار في طريق الضبط.
قد تكرر سبعًا و عشرًا وعشرين وثلاثين ... وأكثر لكن ربما لا تشعر بالفرق، لابأس، عقلك الآن يأخذ نسخة صورية وسمعية للآيات، ستعينك فيما بعد على الضبط.
وحتى تتأكد من الذي قلتُه، جرب أن تكرر مقطعًا حفظته عدة مرات، ومقطعًا آخرا حفظته لكن لم تكرره. سترى فرقًا واضحًا حينما تُراجع.
وازن بين حفظ الآيات وأنت تحفظ، والمقطع الذي ترى فيه صعوبة كرره مرارا حتى يرسخ.
أنك في كلِّ يوم تحفظ، سيتطور عندك الحفظ، وستنتقل من مرحلة إلى مرحلة أفضل.
سيعتاد عقلك على الحفظ، وستحفظ - بإذن الله - مع الزمن بسهولة ويسر.
تذكر أن اللهَ يسرّ حفظ القرآن، يقول تعالى:
(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ )
إن كنت في أول الطريق فاعلم أن الله سيُيسر لك ما تبقى منه.
اعلم أنك ما سرتَ إلى هذا الطريق إلا بتوفيق من الله.
تذكر أن القرآن سريع التفلت؛ فإيّاك وترك المراجعة، ولاتقلق من النسيان، هذا شيء طبيعي جدًا، لأن الحفظ الجديد يحل محل الحفظ القديم، وبمجرد مراجعتك للقديم ستتذكر بسهولة.
القرآن يحتاج إلى صبر ومثابرة، ولا تحسب أن من حفظه حفظًا جيدًا جاء حفظه من ذكاء وإلهام! بل من جاء من جهد وتعب وسهر حتى ظفر وهذا هو الذكاء!
إيَّاك والذنوب والمعاصي والعجب بالنفس؛ فهي سبب رئيسي لتفلت المحفوظ والعلم كله!
إيّاك وتحقير نفسك، والقول: أنا لا أستطيع الحفظ، بل تستطيع لكن بالجد والصبر.
ختامًا ضع نصب عينيك: التكرار والمراجعة.
وأعلم ان اللهَ اختارك فيمن اختارهم من بين كلِّ العالمين لتحفظ كتابه بينما هناك من حُرم منه.
فأنت في نعمة عظيمة تستحق التأمل.