عدوي ... هاتفي الجوال !!
( تطبيقات التواصل الاجتماعي أصابتنا بـالبَلادة حتى في العبادة !! )
يقول صاحب القصة : ... ذهبتُ إلى وظيفتي، وبعد جلوسي في المكتب مددت يدي إلى جيبي لأتناول الهاتف وأقلب صفحات الواتس ...أتحدث مع هذا وأبعث نكتة لهذا وأسلم على هذا..
وتناولت فنجان القهوة وبيدي الأخرى هاتفي ... وكانت المفاجأة لقد نسيت الهاتف في المنزل ..
وبقيت طوال ذالك اليوم وحدي منقطعاً عن أخبار العالم من حولي وعن نكات الواتس الصباحية، ولم أعمل مكالمة هاتفية واحدة! ..... وأمامي ثمان ساعات لإنتهاء العمل !!
ماذا سأفعل ؟؟ ... خاصة أن اليوم بالذات لدي وقت فراغ طويل .. لأني أنجزت معظم عملي أمس .... وكانت المفاجأة! لقد اكتشفت أن الله عز وجل مَنَّ عليَّ بدقائق ذهبية من عمري .... جلست فيها أسَبِّح وأسْتَغْفِر وأحمد وأهَلِّل ... إلى نهاية دوامي.
حتى أثناء قيادتي للسيارة في طريق العودة لم ينقطع لساني عن الذكر، ... ويا لروعة ذاك اليوم وجماله !
وعندما عدت إلى المنزل ... شاهدت هاتفي ملقىً على الطاولة،
صدقوني كأني شاهدت عدواً لي! ... أضاع من عمري لحظات هي أثمن من الذهب!!
وخاصة عندما وجدت فيه عشرات النكات الصباحية والفيديوهات والأقوال التي لا فائدة منها إلا القليل !!!!
عاهدت نفسي وقلبي يعتصر ألماً .. أن لا يلهيني ذلك المعدن عن ذكر الله كل صباح ومساء .. وتنشغل أصابعي بالتسبيح لا بالنقر على أحرفه، وأنْ أقرأ القرآن الكريم أكثر ..
وتذكرت قول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم : (( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه )) .... لم أكن أعلم أن هذا الجهاز سرق وقتي وعقلي .. وخطف لساني عن ذكر الله ..
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه ..
سبحان الله والحمد لله و لا إله إلا الله وحده لا شريك له ..
====================
هذه قصة حقيقية حدثت مع موظف ذهب إلى عمله .
(( همسة ))
تطبيقات التواصل الاجتماعي .. أصابتنا بـالبَلادة حتى في العبادة !
نكتب: "لا تنسوا الوِتر" عندما نتثاقل للوضوء ويُثقلنا النوم ، لعلّنا نكسب أجراً لا نمارسه ..
وننشر مقطعاً مؤثراً لا يؤثر فينا ، عسانا نكسب حسنات مَن يتأثـّر ..
ونتحدّث عن أخلاقيّة لا نفعلها أو معصية نرتكبها ، نهوّن على أنفسنا بـآخرين تـُجديهم نصيحتنا التي لا تـُجدينا !
وكم مرة نخادع أنفسنا بـ "برودكاست" عن مواقع فيها صوتيّات القرآن أو كتب الحديث ، لم نفتحها يوماً، وربما كان الرابط معطوباً ولا ندري ، ونتصوّره كـوقفٍ دائم لنا !
لم يعد لنا طاقة للطاعة ، فـمارسناها بـ ( إعادة التوجيه ) فقط !!
حقيقة مؤلمة ... وفي الصميم!!