هل يجوز الصيام بدون نيه .؟ 🤔

هل يجوز الصيام بدون نيه .؟ 🤔 Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
 النيه في الإسلام تعدُّ النية في الإسلام من المسائل المهمة جدًّا في جميع الأعمال التي يقوم بها المسلم في حياته لأنَّها العزم على العمل والعبادة تقرُّبًا لله تعالى، فهي تمثُّل روح جميع الأعمال وسرَّها وغايتها، فإذا صلحت صلُح سائر العمل، عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيُبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه" [١]، والنية تحوِّل الأعمال المباحة إلى طاعات وقربات إلى الله تعالى، وهذا المقال سيلقي الضوء على أنواع النية وعلى سؤال: هل يجوز الصيام بدون نية. [٢] أنواع النية تعدَّ النية أساسًا لصلاح أعمال المسلم، فإذا صحَّت النية وكان العمل خالصًا لوجه الله تعالى كان مقبولًا بإذن الله، وللنية نوعان سيتمُّ الحديث عن كل نوعٍ منهما فيما يأتي مع الشرح قبل معرفة هل يجوز الصيام بدون نية أم لا: [٣] النية المفروضة: وهي النية التي لا تصحُّ العبادات إلا بها، وهذه النية يجب ألّا يهملها أحدٌ من المسلمين، كالنية أثناء الوضوء والصلاة والحج والزكاة والصيام وغيرها، فمن قام يتوضّأ حتى يصلي فقد جاء بالنية، وإذا قام الإنسان للصلاة، وهو يعرف أنها صلاة العصر وقصد صلاتها وأقبل على الصلاة فقد جاء بالنية، وإذا عزم الشخصُ على الصيام في اليوم التالي فقد جاء بالنية، ولا يشرع أن يتلفظ النية بلسانه؛ لأنَّ النية محلّها القلب، كما وردَ عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-. النية المستحبة: وهي النية التي يقوم بها المسلم من أجل تحصيل الأجر والثواب من الله تعالى، وكثير من الناس يغفلُ عن هذه النية، وتكون هذه النية في الأمور والأعمال المباحة، فتتحول بذلك إلى قربات وطاعات، كأن ينوي المسلم أنه يأكل ويشرب ليتقوى على العبادة، وقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فَمِ امْرَأَتِكَ" [٤]. هل يجوز الصيام بدون نية اختلفَ الفقهاء في الردّ على سؤال: هل يجوز الصيام بدون نية للمسلم أم لا؟، وقد ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم بالقول إلى أن الصيام لا يصحُّ إلا بوجود النية والتي محلها القلب دون التلفظ بها، وسواءٌ كان الصيام فريضةً أو تطوعًا، وقد وردَ عن ابن قدامة أنَّه قال بأن الإجماع تمَّ على ذلك، حيثُ يقول في كتاب "المغني": "لا يصح صوم إلا بنية، إجماعًا، فرضًا كان أو تطوعًا، لأنَّه عبادة محضة، فافتقر إلى النية كالصلاة". لكنَّ القول الصحيح هو أنَّ اشتراط النية في الصيام لم يكن هناك إجماع عليه من أهل العلم والفقهاء، ومن المخالفين زفر من الحنفية، وكذلك فإنَّ الأحناف خالفوا في تبييت النية في الصيام ولم يتشرطوا تبييتها في صيام رمضان، ومثلهم قال الشافعية والحنابلة في صيام التطوع فقط، ورد في الموسوعة الفقهية: "ذهب الحنفية إلى جواز تأخير نية الصوم في صوم رمضان، والنذر المعين، والنفل إلى الضحوة الكبرى، أمّا في غير هذه الثلاثة فمنعوا تأخير النية فيها، وقالوا بوجوب تبييتها، أو قرانها مع الفجر، كقضاء رمضان، والنذر المطلق، وقضاء النذر المعين، والنفل بعد إفساده، والكفارات وغيرها، وذهب المالكية إلى أن الصوم لا يجزئ إلا إذا تقدمت النية على سائر أجزائه". أما الشافعية والحنابلة كما سبق فقد فرقوا بين الفرض والتطوع، واشترطوا التبييت للفرض، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له" [٥]، وأما صيام التطوع فقد قالوا بصحة صيامه بالنية قبل الزوال، لحديث عائشة -رضي الله عنها-: "دخل عليَّ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ذاتَ يومٍ فقال: هل عندكم شيٌء؟، فقلنا: لا. قال: فإنِّى إذن صائمٌ، ثمَّ أتانا يومًا آخرَ، فقلنا: يا رسولَ اللهِ! أُهْدِيَ لنا حَيْسٌ. فقال: أرينِيه. فلقد أصبحتُ صائمًا، فأكلَ" [٦]، والله تعالى أعلم. [٧]