هل سمعتي عن الاانجابيه ،،نساء عربيات يرفضن الانجاب وهذه اسبابهن

هل سمعتي عن الاانجابيه ،،نساء عربيات يرفضن الانجاب وهذه اسبابهن Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
منقول

إعداد آية عبد الرحمن


"الأمومة فطرة في كل النساء،" بعبارة كهذه يضغط المجتمع على النساء ليلعبن دور الأم، مُشوهًا من ترفض تلك الوظيفة البيولوجية مهما كانت أسبابها، ويبتزها عاطفيًّا بدعوى أنها تتعالى على ما تتمناه كل عاقر. ولكن في السنوات الأخيرة عادت فلسفة اللا إنجابية للظهور وانتشرت في أوساط الشباب العربي، وبدأت أصوات النساء الرافضات لتجربة الأمومة تعلو، لينزعن البداهة والتلقائية عن خطوة الإنجاب، التي تسارع إليها الكثير من الفتيات العربيات فور زواجهن. التقينا بمجموعة من الفتيات اللا إنجابيات وسألناهن عن رأيهن في الأمومة ولماذا لا يردن إحضار مزيدٍ من الأطفال لهذا العالم. الإجابات تستحق التأمل.

العالم مكان وحشي مليء بالفظائع والآلام 
"أعتنق الفلسفة اللا إنجابية لأن العالم مكان وحشي مليء بالفظائع والآلام... حروب، مجاعات، فقر، كوارث، أمراض، جرائم قتل، حوادث اغتصاب، ميتات بشعة، أمور تجعل المرء يتساءل: أهذا هو المكان الذي سأحضر إليه أطفالي؟ أرفض الأمومة لأني لا أريد لأطفالي الأبرياء أن تؤلمهم الحياة ولو لثوانٍ، كما أن الأمومة تتطلب مسؤولية كبيرة لا تقدر عليها كل أمرأة، وكثيرات حولنا ينجبن دون وعي بحجم هذه المسؤولية. أرى أن إجبار كائن على الوجود أمر منافٍ للمحبة الحقيقية التي تصحب مشاعر الأمومة والأبوة. إذا كنت تحب أطفالك دعهم في العدم مرتاحين، وإذا سيطرت عليك غريزتك فربما عليك التبني وإنقاذ روح موجودة بالفعل من معاناتها في الحياة، وتوفير معيشة كريمة لها." - نسرين، 23، مُدرسة لغة إنجليزية

أعارض الإنجاب في مجتمع عقيم
"أنا ضد الإنجاب لأن مجتمعاتنا العربية بشكل عام وفي بلدي اليَمن لا تستطيع توفير أبسط الحقوق الإنسانية للأطفال مثل التعليم الجيد والحياة الكريمة، لا يوجد امرأة تكره أن تكون أمّاً، لكن الرغبة في الأمومة في تلك الظروف التي نعيشها أنانية. أعارض الإنجاب في مجتمعنا العقيم بشدة، وأعارضها أيضاً لما أراه من زحام في كل مكان، وارتفاع معدلات النمو السكاني مع انخفاض موارد كوكبنا، وإذا استمرت الحال هكذا فقد يأتي يوم ولا نجد تعليماً ولا أكلاً ولا حياة. والأمر بيد الله بعد كل شيء." - مروة، 26، مهندسة معمارية



الأطفال ليسوا معمل تجارب لأمومتي
"فكرة الإنجاب جميلة، أن يخلق طفل من جيناتك وجينات أكثر شخص تحبينه، وتربينه تربية سليمة تتفادين خلالها نقاط الضعف والسلبيات التي وقع فيها أهلك، وسببت لك أزمات كثيرة... الفكرة رائعة. ولكن أنا شخصيّاً أرفض الإنجاب، لأني لا أملك الحقيقة المطلقة، ولا أعرف الإجابات الصائبة والمقنعة لـ 70% من الأسئلة التي قد يسألها طفل. ماذا أخبره حين يلقي عليَّ أسئلة وجودية وفلسفية، وهو يعتبرني مصدر معلوماته الأول وموضع ثقته؟ هل أخبره أني لا أعلم، وأتركه يتوه بحثاً عن إجابات عُمره كله؟ أم أخبره بما وصلت إليه من قناعات ومعتقدات ربما تكون خاطئة بالكامل؟ أم أترك المجتمع يلقنه إجابات محفوظة تؤدي به للجحيم؟ المعرفة هي أزمتي في عالمنا، لدي مليون سؤال ولا إجابة واحدة مقنعة، أو لا إجابات أصلاً. وبصرف النظر عمَّا سبق، الظروف التي نعيش فيها ليست في صالحنا، نفسيّاً واجتماعيّاً وماديّاً. العالم مكان شرير والبشر غير أسوياء، ومهما بلغ تقدمهم وثقافتهم وإنسانيتهم يبقى هامش من الأذى وعدم تقبل الآخر في كل مكان. أتمنى جدّاً خوض تجربة تأسيس أسرة، وأن تكون لي بصمة في الحياة وسند يتمثل في ابن مثقف وجميل وواعي، لكني لا أستطيع تحمل مسؤولية وجوده، ولا أضمن أن يكون راضياً عن شكل الحياة الذي سأقدمه له. الأطفال ليسوا معمل تجارب لأمومتي أو لإنسانيتي أو قدرتي على التربية. عندما أرى أولاد أختي، أو فيديوهات لأطفال يلهون بطريقتهم اللطيفة المضحكة، يهتز قلبي، لكن الأمر ليس بهذه السهولة للأسف، لن أترك الأنانية وحب الذات يغرياني بإنجاب أطفال أعذبهم وأتعذب معهم في هذا العالم." - ندى، 22، كاتبة ومترجمة

إعلان

سأظلم طفلي بالجنسية المصرية
"أرفض الأمومة لأسباب كثيرة، أولها هو أنني سأظلم طفلي بالجنسية المصرية، كما أن حياتي ستزداد صعوبة بعد الإنجاب كسيدة وأم عاملة لديها الكثير من الأعباء والالتزامات. قلة التعليم الجيد سبب آخر يدفعني لرفض الأمومة، فعندما يكبر طفلي لن أستطيع إلحاقه بمدرسة جيدة، ولو امتلكت المال اللازم لمنحه دراسة لائقة فلن أستطيع منحه الاهتمام الكافي لأني سأكون مشغولة بالعمل ليلاً ونهاراً لأوفر مصاريف مدرسته. أمَّا السبب الأخير فهو غياب زوجي المتكرر لظروف عمله، وبالتالي فأنا من ستتحمل عبء ومسؤولية التربية وحدها." -مي، 27، صحفية

أرفض ضغط الأسرة والمجتمع 
"أعتنق الفلسفة اللا إنجابية وأراها مقبولة لأن الجنس البشري جنس قاتل ومخرب ومدمر، لا أفضّل أن أكون سبباً في تناسل هذا النوع من الكائنات. أنا أرفض الأمومة شخصيّاً، ولكن بغضّ النّظر عن رأيي وبكلّ موضوعيّة - أرى أن الإنجاب تصرف أناني وغير مقبول إنسانياً. هناك ضغط يتم ممارسته من قبل المجتمع على المرأة باعتقاده أن "الأمومة فطرة في النساء" ويتم ترديد تلك العبارة دون انقطاع، لكنني أرى أن لا دليل علمي على هذا الادعاء، بل ويمكنني أن أدعي عكسه، وأقول إن المرأة تنجب بسبب تأثير الأسرة والمجتمع وضغوطهما عليها، وأظن أن هذه الفرضية أكثر منطقية." - نور، 19، طالبة

أنا أنانية وأحب نفسي
"لا أريد أن أنجب لأني غير مستعدة للاهتمام بشخصٍ غيري، وليس لدي اهتمام بالأطفال في العموم، ولا أتخيل أن أحرم نفسي من شراء فستان مثلاً لأشتري حفاضاتٍ للأطفال بدلاً منه. أنا أنانية وأحب نفسي، ولن أنجب لأنني لا أملك رغبة شخصية ولا ميل لهذا." - جهاد، 32، منتجة

لا أشعر بالحاجة للإنجاب
"أنا ضد الإنجاب لأنه ببساطة لا أشعر أن لدي أي شعور بالأمومة أو الحاجة الملحة لإنجاب أطفال. الجميع يقول أنني سأندم وأن الإحساس بالحاجة لانجاب طفل هو أمر فطري وطبيعي. هناك من يحاول أن ينظر إلى موضوع الأمومة من منطلق رومانسي، بأن المرأة هي التي تُكون هذا العالم وهي التي تُربي وهي التي تجعل العالم أجمل، وهناك من ينظر للموضوع من منطق عِلمي بحت، على المرأة الإنجاب لأن هذا هو الدور التي صُمم للمرأة خلال عملية التطور، وأن رفض النساء للانجاب سَيعني نهاية العالم. لا يعنيني هذا المنطق أو ذاك. إذا لم أشعر بأنني أريد أطفالاً فلن أنجب أطفال، حتى لو كان العالم كله يعتمد علي." - لما، 33، مُحاسبة 

أنا خائفة
"مشكلتي مع الأطفال هي الخوف، أخاف من أن لا أتمكن من حمايتهم، أخاف أن يتعرضوا للأذى، أخاف من فقدهم، لقد عشت خلال الحرب في سوريا وعلى الرغم من أنني شخصياً لم أفقد أي شخص عزيز علي ولكني لا أتخيل حجم الألم الذي مرت فيه العائلات التي فقدت طفلاً أو أكثر في هذه الحرب، لا أستطيع أن أعيش أن أتحمل شعور الفقد، وأعلم أن فقد طفل هو أصعب شعور. لأختصر عليه وعلى نفسي الألم، لن أجلب أي طفل لهذا العالم، ولنكن واقعيين، لن يخسر شيئاً بعدم وجوده في هذه الحياة." - دانة، 26، معلمة 

العالم لا يحتاج مزيداً من الأطفال
"أنا لا إنجابية حتى النخاع، ورأيي أن العالم لا يحتاج مزيداً من الأطفال بقدر ما يحتاج إلى التركيز على الأطفال الموجودين بالفعل، ويعيشون في ظروف غير آدمية، لا يجدون طعاماً ولا علاجاً ولا حياة كريمة. جيناتي أيضاً ليست مميزة للدرجة التي تجعلني أستميت لتمريرها لجيلٍ آخر، فأنا لا أتمتع بقوى خارقة متميزة تحتاجها البشرية في مسيرتها، وأرى أنني أفتقر للمهارات الكافية لتربية طفل سوي، وأفتقر أيضاً للا اكتراثية التي تجعلني أخوض التجربة واتركها للظروف، وليتربى الطفل "هو ونصيبه." - جنة، 30، طبيبة أسنان 

من يقوم بالإنجاب هو شخص مجرم يستحق السجن
"أنا رافضة لفكرة الإنجاب تماماً، وأرى أن من يُنجب هو شخص مجرم يستحق العقاب والسجن أيضاً. في ظروف كالتي نعيشها في مصر يصير الإنجاب قراراً غير إنساني، كيف آتي بطفلٍ وسط اللا قانون واللا رحمة، يأكل أكلاً مُسرطناً ويشرب مياه مجاري، ويعيش في مستويات تلوث مرتفعة؟ طفل مهما تعلم، ومهما اكتسب من مهارات، فلن يحقق أحلامه لأنه ليس ابناً لأحد ذوي النفوذ، أو ليست معه واسطة قوية كفاية لينجز ما يريد. حتى لو أنجبت طفلاً وأصبح شخصية محترمة، فبكل سهولة يُمكن أن يُهان ويسجن بتهمة ملفقة بسبب فرد أمن عديم الإنسانية. لقد دخلت تجربة الحياة رغماً عني، ولن أرتكب الخطأ نفسه بحق إنسان آخر، لن أستطيع مواجهة طفلي يوم يسألني "لماذا أنجبتني؟ أنا لم أطلب هذه الحياة." 
- إسراء، 27، سيدة أعمال