ماذا فعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالمرأة

ماذا فعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالمرأة Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
ماذا فعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالمرأة !!!!!!!!

صنعت لها عالما وهميا فسمت نفسها الملكة والسلطانة والجميلة..وصدقت ذلك ..
أعطاها الكثير من الأصدقاء والمعجبين والمحبين والعشاق الاعجابات والتعليقات ونشر كلامها
لكن للأسف كانت حياة وهمية فصارت مثل مدمن الخمر الذي كلما صحا من سكرته زاد إحباطه وكرهه لنفسه لأنها للأسف تهرب من الواقع الحقيقي إلى الوهم ..
فضاع واقعها في وهمها الذي كان يعطيها ذلك الغرور الزائد..
تطرد طفلها لتكمل منشورها وتترك اتقان صنع طعامها من اجل سرعة عودتها لفيسها. وانعزلت عن اولادها ما عادت تحكي معهم او تحل مشكلة مع بنتها او تخفف محنة عن ولدها ،
حتى زوجها اسرعت لتلبية مطالبه بكل سرعة لتتخلص منه لا لتخلص عملها له
وتصنعت ابتسامة معجلة لكل من يطلب منها خدمة تريد ان ينزاح من وجهها

وتراكمت عليها الاعمال في البيت لا تلتفت اليها الا اذا فرغ شحن هاتفها

وبعد مرور عام واحد على تعلقها بمواقع التواصل الاجتماعي
نظرت لنفسها
فصحت الى واقعها
فوجدت نفسها فارغة من داخلها لا شخصية ولا مبادئ ولا قيم حتى أولئك المعجبين غادروا ليتركوا لها واقعا محطما
اولادا فاشلين دراسيا وخلقيا وفارغين دينيا
وزوجا يقلب في التلفاز والهاتف ليشبع احتياجاته مرغما على ذلك
وبناتاً يبحثون عن الحنان في اب مكان
وصلاة كلها تفكير في منشورات وكلمات وتعليقات واصبحت خالية من الخشوع
وقرآنا لم يعد في ذهنها منه غير الايات التي حفظتها في طفولتها وهي محرومة من ان يروي ظمأها

القي ما في يدك عزيزتي واجعلي همك الاول بيتك وخصصي وقتا للمواقع بعد نوم اولادك وزوجك او عندما يكونوا في الخارج
عودي الى مملكتك ايتها الملكة المتوجة التي كانت في غيبوبة لكنها الحمد لله افاقت للحياة
عودي الى صلاتك و مصحفك
عودي الى ترتيب بيتك ونشر السعادة بين ارجائه
عودي الى طعامك الشهي وتنظيمه الاشهى..والحلوى التي كنت تبارين المحترفين في تصنيعها
عودي الى الاعجابات الحقيقية والتعليقات من اولادك وزوجك وجيرانك واهلك

وكوني كالرسام الموهوب الذي يختلي بموهبته بعد حلول الهدوء وانتهائه من عمله
والله هذه هي الحقيقة الوحيدة في حياتك دينك وبيتك واولادك والانجاز معهم هو الانجاز الحقيقي.