كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يأمر بلال بإقامة الصلاة ليرتاح بها ، أرحنا بها يا بلال ، فالصلاة عند النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم وعند المؤمنين أصحاب الهمم العالية والإيمان المُتجذّر في صدورهم يرتاحون بالصلاة ويُحب!ونها حبّاً لا يعادله حبّ ، فالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم كانت قّرةُ عينهِ في الصلاة ، فكيف يكون حبّ الصلاة في نفوسنا قائماً كما كانَ عند خير البشر محمّدٌ صلّى الله عليهِ وسلّم وعند صحابتهِ الكرام الأطهار ، هذا سيكونُ موضوعُ مقالنا ، وبإذن الله ستكون الصلاة أحبُّ إلى قلوبنا من الدّنيا وما فيها. كيف نُحبّ الصلاة لا شكَّ أنّ الصلاةَ فرضُ عينٍ على كُلِّ مسلم ، ولا تسقطُ عنه بأيِّ حالٍ من الأحوال ، ولا يثعذرُ من عدمِ ادائها أيّ أحد ، ولكن نُريد أن نؤدّي هذا الفرض مع المحبّة ، وأوّل طريقة لحدوث هذا الحبّ هو بالمجاهدة ، لأنّ أحد الصالحين جاهضدَ نفسهُ بالصلاة عشرين سنة حتّى أذاقه الله طعم الإيمان وحلاوة الصلاة فكانت أحبّ إلى نفسهِ من الدّنيا وما فيها ، ولا شكّ بأن من يُجاهد نفسهُ في سبيل الله سيهديه الله سُبل الرشاد وسبيل الحقّ ، لأنّ هذا وعدٌ من الله لا يتغيّر ولا يتبدّل. ينبغي على المسلم أن يُراجع في نفسِه وأن يتفكّر في خلق الله ، وأن يركّز على رقائق القلوب ، فالأمور التي تُرقّق القلوب ترفعُ من الإيمان ، وتزيد من الإقبال على الطاعات ومن أهمّها الصلاة ، فحاول أن تركّز على الرقائق فإنّها ملّينة للقلب. البعد عن الذنوب والمعاصي والآثام ، فكثرة الذنوب والمعاصي تجعل على القلوب طبقة من الران ، ومن الغفلة ، ومن عدم التأثر والميل إلى الطاعات ، وتصرف القلب عن الإقبال عن الصلاة. التركيز على الخشوع واستحضارأنّك بين يدي الله عزّ وجل ، فإذا أدركت وتيقّنت بأنّك بين يدي ملك الملوك جلّ جلاله فستتلذذ بصلاتك وتُقبل عليها بكلّ حبٍّ وإخلاص. عليكَ أن تستحضر فضيلة الصلاة والأجور المُترتبة على آدائها ، فالتفكّر بالأجور والرفعة في الدنيا والآخرة لصاحب الصلاة والمحافظ عليها سيرفع بلا شكّ همّتك ويزيد من محبّتك للصلاة بلا شكّ. حاول أن تُكثر من صلاة الليل ، فصلاة الليل يكون فيها الإخلاص والخشوع والخشية من الله ، وصلاة الليل تترك في القلب لذّة لا تُعادلها لذّة على وجهِ الأرض ، وسيكون هذا باباً من أبواب المحبّة للصلاة بإذن الله تعالى. أكثر من الدعاء إلى الله بأن يحببّ إليك الصلاة ويحبب إليك الطاعات وأهل الطاعات ، وأن يبَغّض إلى قلبك المعاصي وأهلها ، إنّهُ على كُلِّ شيءٍ قدير.