✍🏻بقلم شريفه العسيري
ولا يخفى عليك ضغوطات الحياة خاصة بعدم وجود عاملة
زوجي شديد البرود وغير معين في أمور المنزل أو تربية الأبناء
أكبر أولادي بنت وبعدها ولد ثم بنت وحامل بشهري الثامن
الولدكان مشاكس جداً وكثير الحركة
يضرب أخواته ويكسر كل شي أمامه
يُحب اللعب وبعثرة المنزل
وفي المقابل كان شديد الحنية علي ومتعلق فيّ جداً
وكنت دائماً عند غضبي منه أردد كلمة (( الله يأخذك ويريحني منك ))
تلك الكلمة التي اعتاد صغيري (سعد ) على سماعها ولم تعد تؤثر فيه أو تمنعه من الإستمرار في مشاغبته
وكل ما زاد الوجع والتعب حيث كنت في شهري الثامن
أصرخ و أنادي زوجي ليساعدني أو يربي ابنه فكان لا يبالي
فألوم نفسي على الحمل من رجل غير متساعد
وادعو دوماً جعلني الله عقيماً لا أحمل منك أبداً
واذا زاد التعب قلت جعلني اللهلا أحمل منك أحدا
وتمر الأيام وكنت لا أرى في ابني الا سلبيته
ولا أرى حنان وعطف وعطاء زوجي بل فقط أرى بروده
وكنت لا أرى في نعمة حملي نعمة الصحة والولد التي حُرم منها الكثير
كعادتنا في قبيلتنا الزوجة تضع حملها عند أهلها وتبقى لديهم مدة النفاس
حملنا حقائبنا وجهزنا أنفسنا للسفر
وما أدراك ما الإعصار والدمار الذي حل بالأسرة لأجل الإنتهاء من تلك الإستعدادات
ومشينا في طريق السفر
وأنطلقنا بإتجاه المدينة التي يسكنها أهلي
وبين الحين والاأخر التفت إلى الوراء لأضرب سعد وأُجلِسُ سعد وأُعاقب سعد
حتى لو الخصام بين أخواته اللوم يتوجه له مباشرة
قال لي أمي أنا أحبك
قلت كذاااااااب وأين الحب وأنت غير مؤدب
رأيت في عينه كسرة خاطره
ولكني كنت أشعر بالسعادة حتى أُدبه
التفتُ إلى الأمام ثم ......
استيقظتُ و فتحت عيناي بثقل وإذا أنا بغرفة غريبه ييغلب عليها البياض
تحسست بيدي فبطني لم يعد كبير
ماذا حصل أين أنا
بدأت بالصراخ
دخلت ممرضه أيقنت أنني بالمستشفى ولكن الذي مازالت لا أعلمه أين زوجي وأولادي هل بقو أم ذهبوا مثل ماذهب بطني
سألتها حدثتها كلمتها بكل اللهجات واللغات وكانت فقط تهز رأسها
سبَبُتها دعوت عليها طردتها
وماهي إلا دقائق حتى دخل زوجي عليه أثار جروح وحروق وكأنه كان وسط حرب شنيعه
ضمني لصدره وبكى بكاء مراً
لم يحتج بعده أن يتكلم فقد عرفت ببكائه ما يخفي في صدره
استجمعت قوتي وحاولت أن أُظهر له قوتي لعله يتشجع ويخبرني
وما أن أراد الحديث حتى دخلت أمي وأبي وأخواتي ووجوههم تخبرني بفاجعة لن أقوى تحملها
ولكن استجمعت نفسي وسألتهم
بدأ والدي بقول لله ما أخذ ولله ما أعطى
الجزء الثاني
ثم أخبروني برحيل سعد
لم أتمالك نفسي كيف يرحل سعد
لقد أخبرني أنه يحبني
ثم خارت قواي وغبت عن وعيي
استيقظت ليس أمام عيني إلا سعد
حركات سعد
مشاغبة سعد
كلمات سعد
نظرة سعد
قوله لي أنه يحبني
وأنا ياسعد القلب أحبك
ثم لاح لي بين تلك الذكريات قولي له
( الله يأخذك ويريحني منك)
لم أكن أقصدها
لم أكن أود حقيقة أن تحدث
أي راحة سأعيشها ياسعد بعدك
ومرت لحظات وإذا بأمي تخبرني بفقدان من في بطني ورحيله قبل أن يرى الدنيا
حمدت الله ومرت الأيام
وعدت لمنزلي لتحدثني كل زاوية فيه عن سعد
أسمع صوت الماء اأتذكر كم كان يفتحه وأغضب
أُشاهد أثار كتاباته على الجدران كنت أُخاصم زوجي على تأخيره دهان الجدار
والان أُقبِّلُها كل ما مررت عليها
ومضت الشهور لتصارحني أمي بفاجعة أخرى
أنني بسبب الحادث أُزيل الرحم نهائياً
بكيت كثيراً ليس لأنني لن أحمل مرة أخرى
بل بكيت على تلك الكلمات التي كُنت أقولها لزوجي
(جعلني الله عقيماً منك)
كيف قسوت على نفسي وأسرتي بإطلاق لساني بالإعتداء في الدعاء
كيف قسى قلبي حتى أصبحت لا أشعر بعظيم تلك الدعوات وكم هي مهلكة
تناسيت حديث النبي عليه الصلاة والسلام ( لا تدعو على أنفسكم ولا أولادكم أن توافقوا ساعة إجابة فيستجيب الله لكم)
✍🏻