وكم من زوجين باتا متنافرين...وما ثمة من سبب سوى أن الزوج راح متألما من شيء أصابه...فهو يرجو أن تستقبله زوجته باسمة هاشة متسائلة عن سبب ألمه...فيشكو لها ما يجد...ليجد عندها السلوى والراحة والسكن...
وظلت هي تنتظره طول النهار سائمة قلقة...تأمل أن يدخل عليها ضاحكا باشا يمسح عنها كرب وعبست...ولما رأى إعراضها وعبوسها خاب رجاؤه فنأى عنها وازداد تجهما وتقطيبا...
وأمِل كل واحد منهما أن يبادر الآخر للمصالحة لأنه يرى نفسه مظلوما لا ذنب له...فلما طال الانتظار خابت آمالهما فتراميا شزرا من النظرات...واستحكمت العقدة بينهما...فلم يبق إلا الطلاق....!!
علي الطنطاوي