( قصص دينيه ومعلومات مفيدة )
قصه حقيقية جميلة ومؤثرة جداً؛؛؛
يقول أحد الرجال :-
مَرضتْ ابنتي مرضاً شديداً فنصحني الأطباء
بنقلها إلى مستشفى العاصمة؛؛؛
اتكلت على الله وسافرت إلى العاصمة من اجل علاجها وعندما وصلت الى المستشفى
سألت عن الجناح المقصود فوجدته بعيداً
ولم أكن أعلم أن المستشفى كبير لهذه الدرجة.!!!
فبحثت حتى تعبت فجلست لأستريح في مكان مخصص لركن السيارات...
وكُنت بين الفينة والأخرى أذرف الدموع وأتوارى عن ابنتي وعن الناس كي لا يرونني باكياً وبينما أنا كذلك وإذا بسيارة فاخرة تركن بجواري وخرج منها شاب طويل القامة جميل الملبس يرتدي مئزرا أبيضاً؛؛؛
فتوجه نحوي وسألني عن حاجتي...؟
فخنقتني العبرات ولم أقدر على الكلام..
فسألني يا عم هل معك تقارير طبية..؟
فقلت له نعم فأخذها مني وعلم بحالة ابنتي الحرجة فراح يتأملني من رأسي إلى أخمص قدمي وقد بدت عليه علامات الدهشة والتعجب..!!
ثم أرسل تنهيدة من أعماق جوفه وجلس بجانبي ولم يتمالك نفسه ودمعت عيناه..!!
فسألته ما بك يا ولدي هل هناك شيء..!؟
فقال :- لا.. ولكني تأثرت لحالك وحال ابنتك يا عم ثم حَمَلَ ابنتي بين يديه وقال تعال معي يا عم؛
دخل الشاب أروقة جناح طبي متخصص ووَضَعَ الطفلة على كرسي متحرك
وأخذ يأمر وينهي والكل يُحيّيه تحية تقدير واحترام ويتودد إليه..
وراح يطوف بالبنت بين غرف الجناح الخاص ويجري لها التحليل والفحوصات والتصوير بالأشعة....الخ
فقال الطبيب المختص
يجب ان تجرى لها عملية مستعجلة...
وفي حدود الساعة الرابعة صباحًا كانت البنت قد أُجريت لها عملية جراحة ناجحة واستعادت وعيها؛؛؛
حمدتُ الله وشكرتُ الشاب الذي كان لي سنداً ومعيناً
فقلت له :- سيبقى خيرك يطوق عنقي
ما حييت يا ولدي؛؛؛
وبعد ايام قال الطبيب الذي أجرى العملية الجراحية لابنتي يمكنك مغادرة المستشفى..
فطلب مني الشاب ان نمكث في بيته أسبوعاً آخر حتى تسترد ابنتي عافيتها وتستكمل علاجها لأن السفر مرهق للبنت والمسافة بعيدة.!!!
وبعد الحاح منه قبلت وقد اخجلني كرمه وضيافته لي وكانت زوجته تخدم ابنتي...
وفي احدى الليالي لمّا وضعوا الطعام على المائدة امتنعت عن الطعام؛؛؛
فقال لي:-
كُلْ يا عم.. كُلْ.. ما ألمَّ بك..!؟
فقلت له:-
والله لن أذوق الطعام إلا إذا أخبرتني مَن أنت.؟
ولماذا انت وزوجتك تخدموني انا وابنتي وأنا لا أعرفكم وتُبالغون في إكرامي..!!
وأنا لم ألتقي بك سوى مرة واحدة في المستشفى.!!!
فقال :- يا عم كُلْ وبعد العشاء أخبرك..
فقلت :- والله لن تدخل فمي لقمة واحدة إنْ لم تخبرني من أنت ومن تكون...!؟
حاول الشاب التهرب من الجواب
لكنه وأمام إصراري أطرق برأسه قليلا..
ثم قال بنبرة خافتة :-
يا عم هل تذكر ذلك الطفل ابن فلان الذي أعطيته بضعة دنانير منذ اكثر من 25 سنة ليشتري مستلزمات الدراسة عندما كان يجلس خلفك في الحافلة في القرية الفلانية...
فتذكرت ما حدث في ذلك اليوم...
فقلت له نعم لقد كنت ذاهب من قريتنا
الى احدى المدن القريبة وكان يجلس خلفي صبيان عمرهما لا يتجاوز السبعة أعوام
فسمعت أحدهما يحدث الآخر قائلا له:-
هذا العام شحت السماء والأرض لا تُنبت شيئاً وأبي فلاح فقير ليس بيده ما ينفقه عليَّ لذلك فأنا مضطر لترك مقاعد الدراسة هذا العام..!!!
فلمّا سمعت الطفلان يتحدثان عن الفقر والحرمان بهذا الوعي الذي لا يدركه إلا الكبار تأثرت وضاقت عليَّ الأرض بما رحبت.!!!
وعلى الفور أخرجت ما في جيبي من دنانير واعطيتها للصبي وقلتُ له :-
خذ هذه الدنانير يا بني واشتري ما تحتاج من اجل اكمال دراستك..
رَفَضَ الصبي أخذ الدنانير فقلت له :-
ولماذا لا تأخذها يا ولدي..!؟
فقال :- ربما يظن أبي أني سرقتها
فقلت له :- قل له ان فلان بن فلان أعطاني إيّاها لشراء الأدوات المدرسية فإن أباك يعرفني..
فأخذها الصبي والفرحة تغمره
عندها قال الشاب والدموع تنزل من عينيه أنا يا عم ذلك الصبي الذي اعطيته تلك الدنانير ولولاها لما أصبحت اليوم بروفيسورا في أكبر مستشفى بالجزائر..
وها قد التقينا بعد أن منَّ الله علي بأعلى المراتب في أنبل وأشرف المهن
فقد افترقنا وها نحن نلتقي بعد اكثر من 25 سنة.!!!
والحمد لله الذي قدرني لأرد لك بعض الجميل..
يا عم تلك الدنانير التي أعطيتها لي صنعت مني بروفيسورا في الطب..
يا عم والله لو أعطاني أحد اليوم كنوز الدنيا ما فرحت بها كفرحي بتلك الدنانير الزهيدة التي اعطيتني انت ايها..
يا عم أن فضلك عليَّ كبير
و والله مهما فعلت لن استطيع أرده لك؛؛؛
فأسأل الله أن يجازيك خير الجزاء..
همسة؛؛؛
ازرع جميلاً ولو كان في غير
موضعه فلا يضيع الجميل اينما زرع
ان الجميل وان طال الزمان به فلا يحصده
الا الذي زرع؛؛؛