قصة "؛بيل و سباستيان"

قصة "؛بيل و سباستيان" Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
كلنا يعرف رسوم المتحركة "بيل وسباستيان" لكن لا احد او القليل من يعرف الشخصية الحقيقية لبطل السلسلة سباستيان او مهدي في الواقع، وهو ابن كاتبة الرواية الفرنسية "سيسيل أوبري" من زواجها من ابن القايد (ممثل السلطان) الگلاوي حاكم مراكش ونواحيها في عهد الحماية. وقد كتبت الرواية وجعلت ابنها مهدي بطلا لها وكان عمره ست سنوات،جعلته بطلا كذلك للفيلم الذي اقتبس من الرواية.
لم اكن اتوفر على مصدر يؤكد هذه المعلومة لذا لم اذكرها من قبل، وهذا نص موضوع كتبته " لوفيغارو" عن شخصية بيل وسباستيان الحقيقية و بحثت عن الصور من مصادر اخرى:

يعد المسلسل الكرتوني الشهير «بيل وسبستيان» أحد أكثر التجارب نجاحا في عالم الرسوم المتحركة في العالم، واقتبس المسلسل من رواية فرنسية بنفس العنوان، وترجم إلى العديد من لغات العالم، وبث على عشرات القنوات العالمية، ورغم أن المسلسل رافق جيل الثمانينيات في المغرب وكان من أكثر الرسوم المتحركة مشاهدة، فإن قليلين جدا يعرفون أن قصة «بيل وسبستيان» كتبت لفتى مغربي كان ثمرة زواج بين «قايد» مغربي وممثلة فرنسية فاتنة حلت بالمغرب لتصوير فيلم ووقعت في حب المسؤول المغربي وأنجبت منه المهدي البطل المستقبلي ل»بيل وسيبستيان»، فهو أيضا من سيقوم بدور البطولة في الفيلم الذي اقتبس من الرواية قبل أن تعرف القصة طريقها إلى اليابانيين الذين حولوها إلى رسوم متحركة للأطفال.
يعد «سوسيل اوبري» اسمها الذي كتبت واشتهرت به، وقد ولدت في سنة 1928، لعائلة بورجوازية، باسم «انا جوسي بينار» شقراء بعيون خضراء، دأبت على تمضية عطل الصيف على متن يخت كان يمتلكه والدها المتخصص في تصفية الشركات، أما والدتها فتنحدر من الشمال، وكانت متخصصة في «المصريات».
أحبت «انا جوسي بينار» الرقص، العزف على البيانو، والرسم، لكن سنة 1949 كانت سنة فارقة في حياتها، فخلال هذه السنة ستتغير حياتها، وتقتحم عالم التمثيل تحت اسمها الفني «سوسيل اوبيري»، ومثلت في عدد من الأفلام، وعهد لها عدد من المخرجين عددا من الأدوار، وسرعان ما احتلت صورها أغلفة بعض المطبوعات.
وخصصت لها مجلات «باري ماتش «إل»، و مجلة «لايف» صفحاتها الأولى واحتلت صورتها أغلفة هذه المجلات، وجالت صورتها العالم.
وهي نفسها «سويسل اوبري» التي ستصبح في ما بعد سيدة أعمال ناجحة، وتبتكر بعد خمسة عشر عاما، شخصيات القصة الشهيرة «بيل وسباستيان»، التي تدور حول قصة صداقة بين كلبة وفتى، الفيلم الذي ظهر في التلفزيون في سنة 1965، قبل أن يتحول إلى رسوم متحركة.
وتعود قصة زواجها بالقايد المغربي وإنجابها منه «المهديّ»، الذي سيصبح فيما بعد بطل فيلم «بيل وسبستيان»، إلى سنة 1949، وكانت خلال هذه الفترة في خضم مهنتها الفنية كممثلة شابة، انتقلت إلى المغرب من أجل تصوير فيلم «الوردة السوداء»، رفقة «تايرون باور و»اورسن ويلز»، وخلال هذه الرحلة ستتغير حياتها رأسا على عقب.
فبعد حلولها بالمغرب وقع في حبها «القايد سي ابراهيم لكلاوي» قايد المنطقة، وهو ابن باشا مدينة مراكش، وقتئذ، وهو وجه بارز في مغرب القرن العشرين، وقع سي ابراهيم لكلاوي في حب الممثلة الفرنسية الشابة، وبدأت قصة انتهت بزواج لم يدم طويلا غير أنه نتج عنه ابن لايزال يعيش في فرنسا إلى اليوم.
قصة الحب التي بدأت بين الممثلة الفرنسية الشابة وسي ابراهيم لكلاوي استمرت لمدة سبع سنوات، وخلال تلك الفترة كان العاشق «سي إبراهيم لكلاوي» يتنقل بين المغرب وفرنسا للقاء محبوبته.
بدورها كانت «سوسيل» تتهيأ للحياة الزوجية التي ستجمعها ب»سي ابراهيم لكلاوي»، فاقتنت مطحنة في منطقة «دوردان» قرب نهر «شوفروز» واستقرت هناك، والتحقت بها، في ما بعد، والدتها عندما انفصلت عن والدها، وكان ذلك المنزل قد تقرر أن يكون عش حياتها وقررت أن تقضي فيه حياتها، لذلك كانت تتصرف على أساس ذلك، وناضلت من أجل توسيع المساحة عبر اقتناء قطع أرضية مجاورة، وظلت هناك حتى وفاتها في سنة 2010.
بدوره، واصل العاشق «سي ابراهيم لكلاوي» التنقل بين المغرب وفرنسا لرؤيتها وقضاء بعد الوقت معها.
في سنة 1956، عندما حصل المغرب على الاستقلال من الحماية الفرنسية، حل سي ابراهيم لكلاوي بفرنسا للزواج بها، تزوجا في المسجد قبل أن يوثق العقد في البلدية، وبعد ذلك بشهر جاء الابن المهدي إلى الدنيا، لكن سي ابراهيم لكلاوي وزوجته الفرنسية «سوسيل» انفصلا قبل نهاية سنة على زواجهما، كما أن الابن لم يعرف والده الذي توفي في سنة 1971.
هكذا جاءت قصة «بيل وسبستيان»
موازاة مع زواجها ب»القايد» المغربي حافظت على عملها كممثلة في عالم دخلته وهي لا تزال شابة صغيرة، فقد حدث أنه بعد الحرب، كانت تبحث عن طريقها، فسجلت في دروس للتمثيل، وهنا لاحظها أحد المخرجين، «شابة عصرية اختارت مهنة لأنها كان يجب عليها أن تختار واحدة»، كان يمكن أن تدرس القانون، أو تختار مهنة التدريس، هذا ما كنت أفضله في البداية، يقول والدها بمنسابة خروج الفيلم إلى السينما.
لذلك عندما عرض عليها أول عقد عمل، كان والدها هو وكيل أعمالها، لكن بعد سحر بداية مهنة التمثيل وعالم الفن والسينما، قررت الانسحاب رفقة ابنها المهدي البطل المستقبلي للفيلم الشهير «بيل وسبستيان» الذي ظل بعد أن توفي والده في كنف أمه وجدته.
أما والدته «سوسيل» فقد وضعت حدا لمهنتها في التمثيل، وتفرغت لكتابة قصص الأطفال، كما كان الحال مع قصة الأطفال التي كتبتها بعنوان «بيك ونيكولا» التي نشرت في سنة 1958. وموازاة مع الكتابة، دأبت على إعادة تصوير ابنها بالكاميرا ذات 16 مليمتر التي كانت تتوفر عليها، فكان الصغير يخضع لجلسات وحصص تصوير بأزياء مختلفة.
وفي الصيف الذي بلغ فيه المهدي سنتين، كتبت له سيناريو وأشرفت على إخراجه وتصويره، وحول حيثيات ذلك نقلت عنها مجلة «انجور» قولها «أخذت ابني بيد، واستعنت بأمي كمساعدة، و40 مترا من الأسلاك الكهربائية، وتوجهت إلى «دوردان».
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ بعد أن انتهت من تصوير الفيلم القصير معتمدة في ذلك على إمكانياتها الشخصية، استعانت بصديق يعمل في التلفزيون لوضع الموسيقى التصويرية، وكانا يعدان ذلك في القاعة التي يشتغلون فيها، عندما دخل رئيس القسم، وسألهم ماذا يفعلون، انحنى وابتسم، وفي السنة الموالية، مرت على الهواء.
تلقت «سوسيل» مكالمة هاتفية وكانت حينها تكتب وتخرج السلسة الرائعة «لولي»، بل إنها جعلت كل سكان قريتها يشاركون في المغامرة، بينما وأعطت لابنها المهدي الدور الرئيسي، وكان عمره حينها أربع سنوات.
بعد تجارب مع قصص أطفال وكتابة سيناريو لأفلام قصيرة يلعب فيها ابنها المهدي دور البطولة جاء الدور على القصة التي ستغير الكثير من تفاصيل حياتها وحياة ابنها المهدي.
المغامرة الكبيرة «بيل وسبستيان» كانت عبارة عن سلسلة من أربعين حلقة، نشرت الرواية في المكتبة الخضراء وهي المكتبة الخاصة بالشباب، وفي نفس سنة 1965 خرج الجزء الأول من السلسلة التلفزية.
ولعب المهدي ابن «قايد» سي ابراهيم لكلاوي» دور البطولة في الفيلم، التصوير كان متعبا ودار في فصل الشتاء في منطقة جبلية، وخشيت «سوسيل» أن لا يحب المهدي الذي كان في سن السادسة آنذاك، حياة الفن والتمثيل، وصور الفيلم الذي يحكي قصة صداقة تجمع بين فتى صغير وكلبة، وعرض أول مرة سنة 1965، ولقي نجاحا باهرا، وسرعان ما تحول، في ما بعد، إلى سلسلة رسوم متحركة على يد اليابانيين، قبل أن يعاد إلى السينما مرة أخرى في سنة 2013
واستمرت سوسيل في كتابة القصص التي يلعب دور البطولة فيها ابنها حتى بلغ سن 17 سنة، فصور «لوجون فابر» مع «فيرونيك جانو» والذي أذيع في سنة 1973.
لكن المهدي لاكلاوي كان راغبا في التحرر من حياة التمثيل التي أدخلته إليها أمه، فابتعد، ومن حينها بدأت أمه في كتابة روايات الكبار، «لم أفكر فيك» و»باستيد الكبير» وفي سنة 1982 نشرت «السعادة المسروقة»، وهي قصة مراهق افترق عن والدته وبدأ رحلة البحث عن والده الذي لم يعرفه.
إلا أن المهدي رغم ابتعاده قليلا عن حياة تصوير المشاهد، فإنه ظل في قلب عالم السينما الفرنسية، إذ أن المهدي لكلاوي يبلغ، اليوم، من العمر 59 سنة، ولايزال يتلقى رسائل المعجبين، ويصف أمه بأنها كانت مدربته، مضيفا أنه كانت هناك فترات تمرد فيها على ما تريده له، وعلى إدارته له، لكنه يصف علاقاتها عموما بالجيدة، ويذكر أمه في إهداء الكتاب الذي أصدره مؤخرا في فرنسا، وقد مثل المهدي لكلاوي في سنة 1973 في فيلم «جون فابر»، توفي والده سي إبراهيم لكلاوي عندما كان في عمر 15 سنة، كما أنه متزوج وله ابنة تبلغ من العمر 19 سنة.
`* عن «لوفيغارو» بالتصرف