ويوما بعد يوم، تغيرت مشاعري، وانهارت مبادئي من شدة الحاجة، والجوع العاطفي الذي اودى بأخلاقي، ولم اعد قادرة على التحكم بنفسي، فرغما عني اصبحت انسانة بصباصة، أختبأ يوميا في مواعيد محددة في البلكونة لأراقب زوج جارتي، وهو ذاهب أو عائد، وبعد فترة بدأ يلاحظ وجودي، وبدا لي مهتما، أصبح يسترق النظرات، وبعد ذلك شعرت برغبة في أن أريه ما عندي، فأنا امراة جميلة ايضا، وأستطيع ان أفعل الكثير، فبدأت بارتداء بيجامات مغرية ورفع شعري بطريقة تلقائية ليشعر اني لا أقصد، وبعد فترة اختفى، فقد اصبح يوقف سيارته في الجهة الأخرى، وكأنه احس بما يدور في عقلي،
يالله يا استاذة كيف شعرت بالسخف والغباء، والحرج الشديد، وبدأت اتسآئل هل حدث زوجته بالأمر، هل فهم اني اغويه، هل صارحها، ماذا قالا عني، كيف يفكر نحوي..؟؟
ترى كيف ينظر لي الآن، ...... هكذا حطمت صورتي امام جيراني، حسبي الله ونعم الوكيل، كله بسبب زوجي حسبي الله عليه، ماذا سيحدث له لو صانني وحفظني وعفني، حسبي الله عليه، لقد دمرني .............!!!))
إن الهدف من هذه الحكاية هي توعية للرجال، قبل النساء، ففي الحكاية تحذير مباشر لكل رجل يهمل بيته وزوجته متصورا ان الأمر اعتيادي ولا توجد مشكلة فيه، متناسيا او متجاهلا أو لا يعلم ان المرأة ليست سوى بشر، كومة من المشاعر والعواطف يسهل انجرافها، ويسهل ايضا حفظها وصيانتها
من حكاية ( إنهن ثلاث) وعلى الرغم مما قد يراه البعض من مخافة في تعميم احداث خاصة، إلا ان الفوائد التي اهدف لها اهم بكثير، فكم من رجل لا يعي اصلا ان المرأة تنتابها مشاعر عاطفية تلقائية رغما عنها عندما تعاني من الحرمان العاطفي، وأن هذه المشاعر لا تقوى على ردعها سوى من كان حصنها من زوجها منيعا، او إيمانها قويا، او وازعها الأخلاقي حاضرا، وفيما عدا ذلك يسهل انجرافها وانحرافها، ولهذا فقد حذرنا ديننا الحنيف من مغبة الإهمال والجفوة العاطفية بين الزوجين، ونحن لا نتحدث عن خيال، إنه الواقع وأقل بكثير عما يحدث في الواقع،
ورسالتي لك عزيزي الرجل في هذه الحكاية التي لم أبالغ في وصف شخوصها إنما كنت بقدر ما أوتيت من قوة في التعبير دقيقة.
فتلك هي المشاعر التي تغتال الزوجة المحرومة، وتلك هي النهايات التي تهلك الأسر المشروخة، فحاسب نفسك قبل ان تحاسب، وراجع افعالك فإنما حصادنا هو نتاج اعمالنا، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته، والرعاية لاتعني ان تتسلط عليها وتمنعها من هذا وذك، وإنما الرعاية هي العناية والرحمة والمودة، وكن حذرا من التمثيل عليها فهي ايضا انسانة تشعر بل ان جهاز الاستشعار العاطفي عندها قوي ويمكنها ان تفرق بين مشاعرك الصافية وبين تمثيلية الحب التي لا تغني عن جوع....!!!
تخيل، أنك انت الرجل ذو القوة والمنعة، والذي خصك الله بعقل ومنطق، وحماك من العشوائية ومن عليك بالحكمة، ونزع من تفكيرك عواصف العاطفة الهوجاء، تخيل بل تدبر كيف انك لا تطيق البرود العاطفي، ولا تحتمله ابدا، فكيف بالجفوة، وتسارع نحو التعويض إما بالخيانة او التعداد، فكيف إذا بالمرأة المسكينة، والتي خلقت عاطفية، تحيا على قطرات الحب والإهتمام، وخصها الله بالعاطفة والحنان، وسماها رسول الله عليه الصلاة والسلام القارورة، من فرط رقتها وبساطتها، فكيف لك ان تتخيل أنها تحتمل جفوتك وتجاهلك لها، .......... إن ما لا تطيقه انت مرة، هي لا تطيقه الف مرة، ....... فهي أكثر عوزا، واشد حاجة للعاطفة منك، فمن هو الأولى بالصبر هنا، ومن هو الأولى بالثبات هنا، ومن هو الأولى بالإنحراف، ............!!!!
فلولا رحمة الله بنا، لكانت نساءنا اليوم في هم عظيم، إنما ما يثبتهن هو الأمل الكبير بالله، فأهرع لها، واجزع من أجلها قبل أن تعض اصابع الندم.
قد يخطر ببالك يخطر ببالك ان تهاجمني على كل كلمة كتبتها هنا، وتتهمني بالمبالغة مثلا، لكن هل هذا يكفي ليعيد اليك استقرارك النفسي بعد ان تقرأ الحكاية، لا شيء سيسكت ضميرك ويريح بالك كالقيام بواجبك، إن هجومك علي، إنما هو دليل على انك مخطأ، ومقصر مع زوجتك، بينما إن كنت واثقا من انك تقدم لزوجتك الحب والرعاية التي تحتاج إليها فإنك ستقرأ الحكاية بصمت وهدوء، وستعلق بمنطق وحكمة.
لا يوجد أي ردود على هذا الموضوع