( فاطمة الخادمة )

( فاطمة الخادمة ) Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
قصة حقيقية ومؤثرة :

يقول أحد الإخوة : فاطمة خادمة إندونيسية وهي زوجة السائق الخاص لإحدى العائلات القريبة مني.
كنت أشاهدها عند صديقي، ودائما أراها متعبة وتعمل بتباطؤ، فقد بلغت من العمر الخامسة والخمسين، ثم أصيبت بمرض السكري !!
سألت صديقي مرة : أما آن لهذه المسكينة أن ترتاح؟
أجاب : أولادها بالجامعة، كان الله في عونها

آخر مرة سألت عن فاطمة ابتسم صديقي وقال : فاطمة ارتاحت وجلست في منزلها
قلت له : يحق لها فقد تعبت كثيراً
فلمعت عيناه ببريق غريب تفاجأت منه، وابتسم ابتسامة أغرب !!
قلت : ماوراءك ؟
قال : فاطمة حققت هدفها، فهدأ بالها، واطمأنت نفسها، فتوقفت عن العمل .
قلت : وما كان هدفها ؟ تعليم أولادها ؟ هل تخرجوا ؟
فذهب إلى أحد الأدراج وأخرج منه صورة مسجد جميل أنيق صغير، كُتب على حَجَر رخامي كبير في مقدمته عبارة بالخط الأسود :
((مسجد فاطمة ))
قلت : ما هذا ؟!
قال : هذا هو هدف فاطمة الذي حققته، لقد كان هدفها أن تبني مسجداً من تعبها وعرقها، ليكون صدقة جارية لها وبركة في حياتها وبعد مماتها .

يقول هذا الأخ :
والله، عندما سمعت الخبر دارت بي الدنيا ولفَّت، وصغرت نفسي أمام عينيَّ، أحسست أنني قزم أمام عملاق إسمه :
( فاطمة الخادمة ) !!

فاطمة الخادمة وضعت لنفسها أهدافاً سامية نبيلة أُخروية، وليس مجرد هدف أو حلم حلمت به وتقاعست ثم تمنت أن يفتح الله لها أبواب الرزق لتحققه، بل أتبعت الهدف سعياً حثيثاً، وعملاً دؤوباً، وهِمَّة لا تنقطع .

يقول الأخ صاحب القصة :
أنا الآن أتساءل :
إذا كان هذا هو هدف خادمة أعجميه غير عربية، فما هي أهدافنا نحن العرب الذين نقرأ القرآن بمهارة، ونفهم مافيه ؟
نحن الذين تعلمنا وأنعم الله علينا بنعم كثيرة، ما هي أهدافنا ؟!

- بناء منزل أكبر من منزل صديقي ؟
- شراء سيارة أفخم من سيارة إبن عمي ؟
- توسيع تجارتي حتى أجمع أول 10 مليون ؟
- تعليم أولادي الطب والهندسة لهدف أن يقول الناس : والد الطبيب ووالد المهندس ؟

اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.