ٍ
مقال أشفى غليلي من أكذوبة دورات "حب الذات" 👍
👇👇
"نفسك أولاً" .. هل هذه العباره صحيحه ؟
{ اهتم بذاتك، فكر بنفسك، استمتع بحياتك، عش يومك، قدّر ذاتك، أنت أولاً }
كلمات صرنا نسمعها كثيرا في البرامج التدريبيه
والمقالات والكتب
فتحمّس كثير من الناس
لهذه العبارات وعاشوا بحروف الكلمات
لا بمعانيها
فصاروا يتخلون عن كل التزاماتهم الحياتيه والاجتماعيه من أجل أن يستمتعوا بحياتهم ويهتموا بأنفسهم ويقدّروا ذواتهم،
وصار الآخرون أيا كانوا لا قيمة لهم في حياتهم .
وقد دخلت عليّ امرأةٌ يوماً تبكي بكاء مراً
وتقول لي:
{ لقد غيّرتُ نمط حياتي بعد حضوري إحدى الدورات التدريبيه
فقررت أن تكون نفسي هي رقم (1) في حياتي، فغيّرتُ صديقاتي
وتركت تربية أبنائي على الخادمه
وأهملت زوجي ومع هذا كله لم أشعر بالسعاده التي كنت أنشدها،
فتعلّق أبنائي بالخادمه
وصار زوجي يبحث عن امرأةٍ أخرى
وظللتُ أجعل نفسي "أولاً"
ولكني ما زلت لا أشعر بالراحة والسعاده،
وبعدها دخلت دورة ثانيه لأعالج مشكلتي
وأغيّر نفسيتي لأكون سعيده
فتعلمت في الدورة أن أكافئ نفسي وأشرب القهوه لوحدي
وأعمل مساج لجسدي
وأسافر لبلد لم أزرها من قبل،
وقد عملت كل هذا
وما زلت غير سعيده
فلا أعرف ماذا أفعل ؟ }
مثل هذه الحاله تأتيني كثيرا
خلال السنتين الماضيتين
ويرددون عليّ نفس المنطق (نفسك أولاً)
وهم لا يعلمون أن هذا المنطق الذي يتحدثون عنه في الدورات المترجمه يصلح لمجتمع مختلف عن مجتمعنا
وهو مجتمع يؤمن بحياة واحده فقط وهي الدنيا ، ولا يؤمن بالحياة الآخره .
ولهذا يرددون (عش يومك) ويتغنون بـ (استمتع بحياتك)
ويعلنون شعار (أنت أولاً)
أو (اهتم بذاتك)
لأنهم يرون فقط حياه واحده وهي الدنيا،
بينما نحن نرى الدنيا هي مقدمه لحياة أخرى
إن ديننا يشجّع على ثلاثية العلاقات وهي :
( إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا)،
فالأصل أن نحقق المعادله بين العلاقات الثلاث :
( العلاقه بالخالق، والعلاقه بالمخلوق، والعلاقه مع الذات)
فنحن نعطي للذات ثلث الوقت في الحياة الدنيا وفيها نقول :
(استمتع مع نفسك)
العب رياضه، وتناول القهوه، وارسم لوحه، واعمل مساجاً، ونم مرتاحاً،
ولكن بقي ثلثان ✌
ينبغي أن لا نهملهما، وهما 🌱الأول : العلاقة بالخالق وفيها العباده والمعاملات والتزامات كثيره مبيّنه في الفرائض والسنن،
🌱والثاني العلاقه بالناس والمخلوقين ، ومنها :
الأهل والأقرباء والزوج والأبناء وفيها كذلك التزامات أخرى.
قالت: عجبتني هذه الثلاثيه التي لم أسمعها بالدوره التي حضرتها،
ثم قالت: وما رأيك بما تعلمته كذلك وهو أن (لا أكون شمعة تحرق نفسها لتنير الطريق للآخرين )؟؟
قلت: إن الذي علّمكِ هذه الجمله كان عليه أن يفرّق بين أمرين ✌
🌱الأول : ربما أنتِ سعادتك في أن تضحّي بوقتك ومالك لخدمة الناس واسعادهم، ففي هذه الحاله ستكونين سعيده عندما تحرقين نفسك من أجلهم،
🌱والثاني : يعتمد من هم الآخرون !
فلو كان والدك أو والدتك !
ألا يستحقان أن تحرقي وقتك ومالك وصحتك من أجلهما؟
قالت: كلامك صحيح !
وأنا لم أفكر بهذه التفاصيل،
قلت : بل نحن في معتقدنا أن نحرق حياتنا من أجل الله تعالى لأن الحياه الحقيقيه هي الآخره !
وألّا كيف تفسرين من يقدّم نفسه وروحه لله ويكون شهيداً ؟!
سكتت تفكر في ما أقول،
فقلت:
والآن اهتمي بذاتك وزوجك وأهلك وأولادك وابتعدي عن أكذوبة ( إن الاهتمام بالذات يكون على حساب الأولاد والبنات)،
فنحن لم ننجبهم من أجل أن نتركهم ، بل أنجبناهم ليكونوا خلفاء بالأرض، ويتحملوا أمانة تبليغ الرساله وهذه تحتاج منا لجهد ووقت وتضحيه وتعاون حتى نؤدي الأمانه،
فارجعي لبيتك وخططي لدنياك وآخرتك واهتمي بنفسك وصحتك وايمانك ستكونين سعيده بحياتك👍
