سوء الظن بالله يُعدّ سوء الظن من أكثر المشاكل النفسيَّة ضررًا وتأثيرًا على حياة الفرد، ويُعرَّف الشك أو سوء الظن بأنَّه: مشكلة في قلب الفرد تجعل منه محاطًا بالسلبيَّة، وبعيدًا عن الآخرين قاطعًا أي علاقة إيجابيَّة بينه وبينهم، ويؤدّي تلف العلاقات مع الناس إلى إلحاق الضرر في الفرد، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) [سورة الحجرات: 12]، وفي حالات أخرى يكون الأمر أكثر خطورةً، وذلك عندما يصل سوء الظن إلى الله سبحانه وتعالى، فيصبح الفرد في حالة من الضياع بالإضافة إلى كونه يرتكب إثمًا عظيمًا، فسوء الظن بالله يكون باليأس من رحمته وكرمه، وغفرانه وشعور الفرد بأنَّه منبوذ وأنَّه مذنب، ووصوله إلى مرحلة القنوط من رحمة الله. حَذَّر الله عز وجل في الكثير من الآيات القرآنية من القنوط ونهى عنه، والمسلم يسعى لينال رضا الله ويلتمس رحمته وعفوه، ومهما طال البلاء واشتدت المصائب، فإنَّ الله مع عبده يُرسِل له اليسر قبل العسر، ويكتب له من الخير ما يعجز الفرد عن إدراكه، فكلُّ أمر الله عز وجل خير، وسوء الظن بالله لا يزيد الفرد إلّا ألمًا وغضبًا، ويقطع علاقته بخالقه، ويجعل منه عاجزًا عن الاستمرار بحياته، وترجع أسباب سوء الظن بالله إلى ضعف الإيمان بالله عز وجل، وانعدام الثقة بالنفس، فسوء الظنّ ما هو إلّا غشاوة أمام الفرد تمنعه من رؤية الحقيقة، والمسلم يخشى الله ويرجو رحمته، ويعلم أنَّ ما كتبه الله عز وجل له في حياته هو الخير، وما منعه عنه هو الشرعلاج سوء الظن بالله
يقول الله عز وجل: (أنا عند ظنِّ عبدي بي فَلْيَظُنَّ بي ما شاء) [الصحيح المسند| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ويؤدّي سوء الظن بالله إلى الهلاك، ويؤثر كثيرًا على حياة الفرد، ويجعل منه عاجزًا عن قبول حياته، والاستمرار بها، وفيما يأتي مجموعة من الطرق التي يمكن من خلالها التخلُّص من مشكلة سوء الظن، وتعزيز قوة العلاقة بالله عز وجل:
التوجه إلى الله عز وجل، وطلب رحمته، وعفوه بثقة كبيرة في قدرته جل جلاله على الإجابة.
تجنُّب أوقات الفراغ، والانشغال بأمور الدين والدنيا بدلًا من التفكير السلبيّ الذي يجلب الإثم.
إصلاح القلب، وعقد نية التخلص من وساوس الشيطان، وإصلاح العلاقات مع الآخرين بحسن نية.
التأنّي قبل الحكم على الآخرين، والتماس الأعذار لهم، وتجنُّب الاستماع لوساوس الشيطان المُضلة.
الصبر على البلاء، ودعوة الله عز وجل بيقين الإجابة، وعدم التلفُّظ بالقول الباطل الذي يؤدي إلى القنوط.
قراءة قصص الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وتعلُّم كيفية صبرهم وتعاملهم مع البلاء.
الابتعاد عن الذنوب، والمعاصي، والانشغال بعمل الخير، وذكر الله سبحانه وتعالى وحمده على نعمه.
التفكُّر في هذه الدنيا، وقدرة الله الواسعة على تغيير الحال بين ليلة وضحاها، وتأمُّل أحوال الناس ومشاكلهم.
حُب الله عز وجل، فالوصول إلى حُب الله يجعل من المسلم راضيًا بكل ما قسمه الله له، وشاكرًا إياه على نعمه.