أيها الخائفون من الموت أين أنتم من الله
الله... كلمة واحدة تهز القلوب بمشاعر الحب والشوق
إلى لقاء رب العزة سبحانه وتعالى
و تأكد مادمت مع الله فإن الله معك
لماذا تخف وأنت تعلم إن الله خالقك معك
أنظر إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي, فإذا امرأة من السبي تسعى إذ وجدت صبياً في السبي أخذته فألزمته ببطنها فأرضعته , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا والله فقال: الله أرحم بعباده من هذه بولدها) متفق عليه
هل تأملت الحديث فكيف برحمة الله بنا كيف ستكون؟
أنظر إلى هذا الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( لا يتمن أحدكم الموت إما محسناً فلعله يزداد أو مسيئاً فلعله يستعتب)
متفق عليه
في هذا الحديث يفسر لنا مخاوفنا من الموت
وتنقسم المخاوف إلى قسمين :
1- خائفون من الموت لأنهم يريدون الازدياد بعمل الحسنات
2- خائفون من الموت لأنهم خائفون من معاصيهم وذنوبهم ولعلهم يتوبوا إلى الله قبل فوات الأوان
من هنا مادمت تعمل الحسنات وتتبع منهج القرآن والسنة النبوية في حياتك تأكد بأن الله لن يضيعك وسيجازيك بأفضل ما كنت تفعله لأن الحسنة عند الله بعشر أمثالها
فلما الخوف وأنت مقبل على الله بأجمل الأعمال التي عملتها لإرضائه واجتنبت ما نهى عنه ولا تنسى رحمة الله بعباده شاهد قول سيدنا علي بن أبي طالب قال: لو قيل لي يوم القيامة سنجعل حسابك لأبيك وأمك لرفضت لأن الله أرحم بي من أبي وأمي
وكثيراً منا يقول أنا خائف من الموت لأنني خائف من عذاب القبر؟
أقول هنا أنت بيدك وحدك تختار قبرك كيف سيكون
هل سيكون عبارة عن روضة من رياض الجنة "رزقنا الله بها جميعاً"
أم ستجعله " والعياذ بالله "حفرة من حفر النار
تذكر دائماً كلما اتبعت ما أمر به الله وابتعدت عن المحرمات ورجوت الله دائماً ولم تنسى أذكار الصباح والمساء والأدعية والتسابيح
وبرحمة الله إن شاء الله لن تخاف بعد اليوم
وتأكد أيضاً إنك لوعذبت في القبر فذلك من عملك وهو رحمة من الله لأنك لم تنقى في الدنيا سئيات أعمالك فإن الله ينقيك في قبرك قبل أن تلقاه طاهرا ً طيبا ً فتأكد إن كل ذلك رحمة من ربك
ولا تنسى أن تقول دائماً وفي كل وقت وفي كل دعاء وفي كل صلاة
اللهم أجرني من عذاب جهنم وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات
ومن شر فتنة المسيح الدجال
وقل أيضاً :
اللهم نقني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
يقول الحق سبحانه وتعالى: (( إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)) 114 هود
والآية الكريمة توضح لنا سر كبير وغني جداً بأن الحسنات يذهبن السيئات
وحقاً إنها ذكرى للذاكرين
ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: ( اعلموا أنكم في ممر الليل والنهار, في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة , فمن زرع خيراً حصد خيراً ومن زرع شراً حصد شراً ولكل زارع مثل ما يزرع , ما قل وكفى خير مما كثُر والهي ، وخير الغنى غنى النفس, وخير الذات التقوى)
من قول ابن مسعود يبين إن ما تزرعه في هذه الدنيا ستحصده في الآخرة إن شاء الله
لذلك إياكم والخوف من الموت لأنكم مع الله
اللهم أجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاك
