حقيقة حياة البرزخ 💔

حقيقة حياة البرزخ 💔 Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
( رؤيا رأيتها في منامي )
١ / رمضان / ١٤٣٩هـ
حياة البرزخ ...
انقطع فيها عملنا .. و لم يبقَ لنا شيء لنتزود به إلا الصدقة الجارية و العلم الذي ينتفع به والولد الصالح ..يدعو له
وغير ذلك هي محطة للحياة الآخرة ..
معنى ذلك أننا بالمنطق سنكون في قبورنا أحياء لذلك سميت حياة البرزخ ... و هذا ما رأيته في منامي ...
كانت أول ليلة من رمضان لهذا العام صليت الفجر و جددت نية صيام شهر رمضان كاملا ... ووضعت رأسي على الوسادة لأنام...
الساعة ال ١١ و النصف قبل الظهر استيقظت و كأنني كنت في رحلة ...
رحلة حقيقية .. أحسست بها بكل روحانية و شفافية ... رؤيا عجيبة تستحق التأمل و التبليغ لأن فيها
رسالة لنا جميعا ...
كانت لأبي خالة تُدعى جميلة... لم تتزوج يوما و لم تنجب ... و كان أبي هو معيلها .. توفت العام الماضي عن عمر يناهز التسعين عامًا و لا أتذكرها إلا بنفس المنظر الذي توفت به ... و أن أبي قد كبر في السن و ذاكرته لم تتذكرها طوال هذا العام ... زارتني في منامي
وهي تقف على طرف حوض من أحواض مقابر المعلاة في مكة هي ذاتها و لكن في عمر الثلاثين و القبر مفتوح و قالت:
سارة تعالي معي أريدك ان تزوري بيتي ... و أخذت بيدي و قفزت داخل القبر ...و كأننا ننظر إلى مدينة داخل القبر من فوق عمارة عالية أو نافذة طائرة قبل هبوطها ...
هبطنا .... و نظرَت يمنى و يسرى و أنا أنظر معها ... و إذا بنا في مدينة كاملة تحت الأرض من الحجر و الرمل و البيوت بالحجر اللبني .. كل شيء بلون التراب ... ناس تعيش ... تمشي ... تتزاور ... تدخل و تخرج ... تنظر من النوافذ ... أحياء .. بلباسهم الأبيض ... يمشون بخشوع ... الرهبة على وجوههم ... لم أسمع لهم صوتًا .. ولكن أحياء ...
في هذا الموقف ...قالت خالة أبي جميلة
لا ليس هنا مكاني لقد أخطات أنا بيتي في الحوض الذي يليه وأخذت بيدي و ارتفعنا مرة أخرى و تركنا خلفنا هذا الحوض بكل البيوت التي فيه و كان الحوض مدينة كاملة و كل هذه البيوت هي قبور و مساكن كل من دفن في هذا الحوض من أزل الأزلين و حتى اليوم ...
وخرجنا من الحوض و ارتفعنا إلى الأرض الدنيا ... ثم أخذت بيدي للحوض الذي يليه ... و قالت هذا مكاني هنا بيتي ... و قفزنا مرة أخرى وإذا هي مدينة أخرى ... بيوت و شوارع ... و ناس يمشون ... أبواب و نوافذ ... سكينة و خشوع كالذي نحس به أمام المقابر فوق الأرض ...
وقفت فوق سقف بيت عال ... و أنا بجانبها ... أنظُرُ إلى بقية أسقف البيوت ... منها الكبير و منها الصغير لا يكاد يكون غرفة واحدة ...منها الدور و منها الدورين و الثلاثة ...
وقفت و قالت انظري الي أسقف البيوت ... فنظرت ... فإذا بالمأكولات و أقراص الخبز و الطعام تغطي أسقف البيوت ...
هناك بيوت مغطاة بأقراص الخبز أطباقا أطباقا وأطباق طعام بجانبها كثيرة و بيوت لا يكاد أن يكون عليها ثلاثة أوأربعة أرغفة من الخبز ..
قالت لي انظري .. فقلت باستغراب ... ما هذا لماذا يحتفظون بطعامهم فوق أسقف بيوتهم ..؟ لماذا لا يضعوها في بيوتهم و ثلاجاتهم ... ستفسد الأطعمة من الحرارة و ينشف الخبز !!!
قالت لي : و هل نحن نأكلها ... و من قال لك أننا هنا نأكل ... إنها فقط تبرِّد علينا ....
انظري إلى بيتي وانظري إلى بيوتهم ... ليس فوق بيتي أكثر من ٣ أرغفة ...
ليس لدي ما يبرد علي بيتي ... و كانت تحدثني بكل ملامة و بنبرة حادة تنهرني بها ... فبدأ عقلي الباطن يستوعب ... أنني نائمة .. و هي ميتة .. وأنا داخل قبر ... فاستيقظت من الخوف .. أريد أن أخرج من حياتها حياة البرزخ إلى الدنيا ...استيقظت
استوعبت أنّي كنت أحلم ... لا كنت في المعلاة بروحي ... كنت في حياة البرزخ ...البيوت ... الطعام فوق البيوت يبرِّد على الأموات ... الخبز .. إنه الصدقة ... هم لا يأكلون ... هي فقط تبرد عليهم و تغطيهم ... في حياة البرزخ
وتقيهم حر القبور ....
اليوم أول يوم من رمضان ... إنها تطلب الصدقة .. للأسف قصرنا معها ...
لم نتذكرها لأن ليس لها ولد أوذرية
( وولد صالح يدعو له ) أو يتصدق ...
عنه ....
رتبت لها ما يرضيها ولله الحمد أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتها ...

تذكروا أحبابكم .. موتاكم ... أهاليكم .. القريب و البعيد ... اكتبوا أسمائهم في ورقة وأمامها المبلغ المتصدق عنهم مهما كان بسيطا وأشركوهم بالنية جميعا في الثواب و أخرجوا المبلغ
واغمروهم بالصدقة و بردوا عليهم بيوتهم .. فهم في حياة ... ويحتاجوننا ... يحتاجوننا ...
و سيأتي يوم ونحتاج نحن أيضا ... لمن يتذكرنا ويبرّنا بالصدقة
اللهم ارحمنا و سخر لنا من يذكرنا إذا صرنا إلى ماصاروا إليه ... و برد مضاجعنا ومضاجعهم و قنا وإياهم حر القبور ...فقد لمست من حرارتها ما يقلق منامي في الدار الدنيا .. فلا أجهزة تكييف و لا نوافذ .. فقط الدعاء والصدقة ...
و (الله على ما أقول شهيد)

سارة مظهر

١ رمضان ١٤٣٩هـ