لبست خمارها بدون غطاء الوجه والقفاز، عيناها ممتلئة بالدموع ترجف من شدة التوتر، خديها حمراء كأن الطماطم وضع على خديها، طرقت أمها باب الغرفة ثم دخلت: هيا يا عروس حان وقت النظرة الشرعية
قامت من مكانها تستند على الحائط التوتر الخوف الخجل إجتمعوا حينها، وصلت للصالة وألقت السلام جلست وقلبها ينبض سيغمى عليها من شدة الخجل ،كان جالسا رفقة أبيها رسم إبتسامة على شفتيه وظل يحمد الله عز وجل في نفسه على نعمه، لاحظ خجلها وأنها تغطي كفيها بطرف خمارها ورأسها في الأرض لأنها إعتادت على الستر ثم نطق قائلا: يمكنك أن تلبسي نقابك وقفازيك إن شئتي أنا جئتك لدينك وخُلقك
رفضت وقالت من حقك أن تنظر إن لم يطمئن قلبك عوضك الله خيرا
إبتسم قائلا :أنت الخير بإذن الله
إبتسمت ونست وجود أبيها ونطقت قائلة: أخبرني كيف حالك مع الله وصلاة الجماعة كيف حالك مع كتابه هل لك ورد كم تحفظ.
أجابها قائلا :لا أخفيك شيئا أنت حقا كل الخير أما عن حالي مع الله فالحمد لله بفضل الله أسير إليه زحفا ومشيا وهرولة المهم هو ألا أدع أحد يسبقني إليه كلما تكاسلت ذكرت نفسي بأن الغاية من خلقي هي العبادة فإسترجعت همتي وسرت إليه أما عن صلاة الجماعة فلا شيئ يستطيع منعي منها بفضل الله أما عن حفظ كتابه فلي ختمات متعددة ولله الحمد نسأل الله القبول والثبات .
سقطت دمعة من عينها وقالت في نفسها: هل أنت قريب لهاته الدرجة يارب أنا دعوتك يا حبيبي وانت إستجبت
أيقظها صوته الهادئ من شرودها وقال: ماذا عنك أنت كيف حالك مع الصلوات ما هو عملك في الخلوات كيف تقضي بقية الأوقات أما عن الثلث الأخير من الليل هل لك منه نصيب.
قالت الحمد لله النوافل حببتني في الفرائض وأصبحت أصليها لكي أرتاح فيها لا أرتاح منها أما عن عملي في الخلوات دع ذلك بيني وبين الله لعله يرفعني به درجة، بقية وقتي أقضيها في الإنصات للمواعظ وحفظ كتابه وأحيانا أشاغب وألتهي بالهاتف (فتبسم من عفويتها) ولولا الله عز وجل ثم الثلث الأخير من الليل لما تحملت البقاء في الدنيا فقيام الليل شفاء للصدور وبلسم على الجروح وراحة ونورا الحمد لله .
أما عنه هو ألقى نظرة على أبيها وقال :
يا عم متى موعد عقد القران.🦋🕊️🥀
