تابع رساله زوجي

تابع رساله زوجي Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
تابع رساله زوجي

الرجل السادس:


الداعية إلى الله، الذي يجوب البلاد طولاً وعرضاً؛ في محاضرات ودروس، وقد يمتد ذلك إلى برامج ومواعيد مع القنوات الفضائية، وإذا جاءت الفرصة لدخوله المنزل؛ انشغل مع "الإنتر نت"وكتابة البحوث، والتأليف.


وهذه من فروض الكفايات، ويترك واجباته نحو زوجته، وينطبق عليه المثل الشعبي "كالشمعة تحرق نفسها وتنير لغيرها الطريق".


وقد آخى النبي- صلى الله عليه وسلم- بين سلمان وأبي الدرداء فزار سلمانٌ أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً، فقال: كل فإني صائم. قال: ما أنا بآكل حتى تأكل؛ فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، فقال: نم. فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نم. فلما كان آخر الليل، قال: سلمان قم الآن، قال: فصليا فقال له سلمان: إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي e فذكر ذلك له فقال النبي e: (صدق سلمان). الحديث عند البخاري وغيره.


و"جاءت امرأة إلى عمر فقالت: زوجي يقوم الليل ويصوم النهار قال أفتأمريني أن أمنعه قيام الليل وصيام النهار؟! فانطلقت ثم عاودته بعد ذلك فقالت: له مثل ذلك، ورد عليها مثل قوله الأول، فقال له كعب بن سور: يا أمير المؤمنين إن لها حقاً، قال: وما حقها؟ قال: أحل الله له أربعاً فاجعل لها واحدة من الأربع، لها في كل أربع ليال ليلة وفي أربعة أيام يوماً، قال: فدعا عمر زوجها وأمره أن يبيت معها من كل أربع ليال ليلة ويفطر من كل أربعة أيام يوماً".


الرجل السابع:


شرس الأخلاق، غضب الوجه مع زوجته. ومع الآخرين؛ أدب وسماحة، وانبساط في الوجه مع البشاشة، وهذه الصفة رأيتها في بعض العوام، والمثقفين، والمتنسّكين ـ المستقيمين ـ على حدٍ سواء.


فالواجب أن تكون دماثة أخلاقهم مع زوجاتهم أعلى وأفضل من أن تكون مع الآخرين، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، وهو الذي يقول ـ مخاطباً عثمان بن مطعون ـ: (أما لك فيَّ أسوة، فوالله إن أخشاكم لله وأحفظكم لحدوده).


وقد قال عن نفسه صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا من خيركم لأهلي)، ومناسبة هذا القول، أن الرجال استأذنوا رسول الله e في ضرب النساء فأذن لهم فضربوهن فبات فسمع صوتاً عالياً، فقال: (ما هذا ؟)، قالوا: أذنت للرجال في ضرب النساء فضربوهن (فنهاهم)، وقال.. (فذكره).


ومن دماثة خُلقه وتودده لأزواجه صلى الله عليه وسلم أنه عليه الصلاة والسلام جميل العشرة دائم البشر يضاحك نساءه حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها يتودد إليها بذلك.


الرجل الثامن:


ذاك الذي يُنَـزِّل النصوص في غير مواضعها، أو يستغل النصوص التي تنصره ويتشبث بها من غير أن يراعي مصالح الغير.


أضرب أمثلة كي يتضح ما قَصَدتُ، يستغل بعض الأزواج قوله e: (إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح).


وهذه أحاديث لا شك في صحتها، وتذكيره لزوجته بها شي طيب بل ومطلوب، وعلى الزوجة مراعاة حق زوجها في ذلك؛ بل يجب عليها شرعاً، ولكن مراعاة المصلحة من جهة الزوج في مطالبته زوجته في ذلك؛ أمرٌ مطلوب، فالزوجة كما أسلفنا بشر. فأحياناً تكون في نفسية لا تساعدها لتلبية رغبتك في أي وقت، أو في الوقت الذي طلبتها فيه، فممكن تكون امرأة حامل، ففي فترة الحمل الزوجة تمر بظروف وأحوال لا يحس بها الزوج، فقد يحملها الوحمُ على كره زوجها والاقتراب منها بل ويصل الأمر إلى كراهة رائحته من على بعد، ففي هذه الحال يجب على الزوج مراعاة هذا، والصبر والاحتساب.


وممكن أن تكون الزوجة سمعت بمشكلة عند أهلها أو أتاها خبر مفزع من جهة أهلها؛ فهي قلقة من ذلك ولا تريد أن تشغلك به معها فانعكس ذلك على نفسيّتها وتصرفاتها.


وممكن أن تكون متعبة من عمل البيت، أو مريضة وفي نفس الوقت لا تحب أن تشعرك بما فيها رغبة منها على محافظة شعورك، ومحبة فيك، أو تكون منشغلة بأطفالها إما لمرض أحدهم أو العناية بهم، فماذا تقدم رغبتك أم رعاية أطفالها الصغار الذين هم أمانة عندها وعندك أيضاً ؟ !!!


لا شك أنها ستكون في حرج وحالة نفسية سيئة؛ فتأتيك راغمة ومن غير استمتاع ولا راحة ـ وكأنها دمية بين يديك ـ إنْ لم تراع موقفها وتصبر.


ولْنَكُنْ منصفين في حق نسائنا، ومعترفين؛ بأن النساء غالباً والأغلب، إن لم أقل كلُهنّ ـ إلا الشاذة منهنّ ـ؛ يتقربن إلى أزواجهن في مسألة الفراش، وهنّ في سبب ذلك التقرب على ثلاثة طوائف في نظري ورأيي:


يتبع
⤵️⤵️
لا يوجد أي ردود على هذا الموضوع