بعد معاناتها من العقم... هكذا أنجبَت 5 توائم
كانت تتوقع أربعة لكن الله وهبها خمسة، هي التي أنجبت طفلة قبل سنتين بعد رحلة علاج شاقة لم تترك خلالها وسيلة إلا وطرقتها لا سيما الحقن، ها هي آية جميل حمد (24عاما) ترزق قبل أيام بخمسة توائم بعد رحلتها الثانية مع العلاج والتي تم إخبارها خلالها أن النهاية أفق مسدود وأن الانجاب أمر مستحيل، لكن ما تبيّن أن رحلتها قادتها إلى الجنة على الارض.
"أنا لا اقطع الأمل من رحمة الله ولذلك سلكت طريق العلاج وإن كان العديد من الأطباء أخبروني أن الطريق ليس وعراً فقط بل أن سلوكه لا يفيد لأنني سأصل إلى حائط مسدود. من طبيب إلى آخر تنقلت، حتى قادني القدر إلى دكتور رياض غريب الذي على يديه أنجبت بعد عملية قيصرية في الشهر السابع، علي وحسين وزينب وفاطمة وزهراء"، بحسب ما قالته آية لـ"النهار"، وأضافت ابنة بلدة دبعال (قضاء صور): "على رغم أني كنت حاملاً بخمسة أولاد إلا أن وزني لم يزد سوى سبعة كيلوغرامات".
يوم لا ينسى
الساعة الواحدة من نهار الثلاثاء الماضي يوم لن ينساه آل فوز ولا آل حمد، حسين زوج آية لم يصدق عينيه، فرحته عانقت عنان السماء، وذلك على رغم الوضع المادي المتواضع للوالد الذي يعمل كفاعل يومي إلا أنه لم يفكر للحظة أنهم عبء عليه، بل رزق هبط عليه من السماء، وقال لـ"النهار": نعم طلبت مساعدة الدولة وبالتحديد وزارة الشؤون الاجتماعية ووزير الصحة وائل أبو فاعور، في إعالة أطفالي، وتأمين مستلزماتهم وحاجاتهم لانه حمل كبير في ظل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة. وقد قامت الوزارة مشكورة بالاتصال بي حيث قصدتهم اليوم، لكن، ويا للأسف، كان دوام عملهم قد انتهى ومع ذلك أنا متأكد أن الله لن يتخلى عن أولادي". وعمن تحمل فاتورة المستشفى، أجاب: "وزارة الصحة تكفلت بذلك، فاليوم أخرجت زوجتي من المستشفى من دون أن أدفع فلساً واحداً".
معالج آية والمشرف على ولادتها الدكتور رياض غريب أكد في حديث لـ"النهار" أنه "رغم معاناة آية من العقم، فقد عالجتُها لمدة سنتين، حتى تم الحمل بشكل طبيعي دون تلقيح كما انتهت ولادتها القيصرية بنجاح".
العقم وأسبابه
غريب فنّد الأسباب التي تقف وراء العقم الذي يمكن تعريفه على أنه عدم النجاح بتحقيق الحمل، رغم محاولة ذلك من خلال ممارسة الجنس الكامل والمنتظم، من غير استخدام الوسائل الواقية على مدار سنة واحدة أو أكثر، إذ أشار إلى أن "العقم قد يكون عند النساء أو الرجال أو عند كليهما، وهو يعود لأسباب عدة منها مهبلية ومنها ما يتعلق بعنق الرحم أو بالرحم أو بوظيفة المبيض وبقناة فالوب، ناهيك بعمر المرأة وحالة الرجل وسائله المنوي".
واستطرد: "لا شك في أن العقم مشكلة يعاني منها العديد من الأزواج لكن مع التطور العلمي والانفتاح الاجتماعي حيث لم يعد الحديث عنها من المحرّمات (taboo) كما في السابق، فامكانية الشفاء أصبحت أكبر بكثير من الماضي، إذ قلّما لا تتجاوب حالة مع العلاج إلا إذا تعلق الامر بتقدم العمر أو عدم وجود بويضات أو أن تكون الحالة قابلة للعلاج لكن تمت معالجتها بطريقة خاطئة ما زاد الحالة سوءاً وسبب بعقم دائم لها، مع العلم أن 60 في المئة من الحالات تعود إلى أسباب عند الرجل".
وعن حالة آية، قال: "لا استطيع ان أفصح عن سبب عقمها لكن بعد علاج دام شهرين تم الحمل في الشهر الثالث، ومن دون حاجتها إلى تلقيح اصطناعي لكن بلا شك في أن خمس بويضات لقحوا بشكل طبيعي من الحيوانات المنوية لزوجها".
ليست الحالة الأولى
من جهة أخرى، تحدث غريب عن التوائم المتشابهة والتوائم غير المتشابهة، حيث شرح ان "التوأم غير المتشابه يكون ثمرة لقاء بويضتين أو أكثر بحيوانين منويين أو أكثر، ففي هذه الحالة تكون البويضات متكاملة لكل منهما قوقعتها وغشاؤها الداخلي لذلك يولد التوائم غير متشابهين جسدياً لا بل قد يكونان من جنسين مختلفين"، وأضاف: "أما التوأم المتشابه، فهناك حيوان منوي واحد قام بتلقيح بويضة واحدة تنشطر بعد ذلك إلى نصفين، أو حيوانان منويان قاما بتلقيح بويضتين انقسمتا بعد ذلك كل واحدة منهما الى نصفين".
المدير الطبي في مستشفى جبل عامل الدكتور كامل ياسين أكد لـ"النهار" أن حالة آية ليست الأولى التي يشهدها مستشفى جبل عامل، "دائماً نشهد ولادة توائم، لكن لم يزد عددهم على خمسة، وذلك كوننا مجهزين أكثر من باقي مستشفيات الجنوب لاستقبال مثل هذه الحالات المعقدة، كما تحتوي المستشفى على قسم عناية اطفال فائقة لحديثي الولادة والخدج".
خرجت آية من المستشفى لكن توائمها الخمسة الذين يراوح وزنهم بين 1000 غرام و 1300 غرام لم يرافقوها على الرغم من أن وضعهم الصحي جيّد، لكن وزنهم القليل يستلزم بقاءهم في جناح حديثي الولادة - قسم العناية الفائقة لمدة شهر.