باربي جزء 18

باربي جزء 18 Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
لم يكن لدي الجرأة لأواجه الناس بالحقيقة، زوجي تزوج علي، كيف، يتزوج علي وأنا لا أترك مناسبة إلا وأتحدث فيها عن حبه وهيامه وعشقه لي، كيف وكل الناس تعتقد أننا زوجان مثاليان، لم أستطع أن أضع نفسي في هذا الموقف، لا يمكن، لن أحتمل الشماتة ونظرات الشفقة من الأخريات، حتى أقرب الناس لي أختي لم أخبرها بالأمر...!!

لكنك تقولين بأن باربي تعلم جزءا من الحقيقة، إنها لا تعلم أنها كانت زوجة والدها , هي تعتقد أنها عشيقته، ......... لم أتصور يوما أن يبلغ به الحد إلى جر ابنته لهكذا موقف، .... ألهذه الدرجة كان عاجزا عن فراقها، ..... 

لا أريد أن أتذكر، لقد كانت أياما تعيسة مرت بسلام، .... وطويتها وسامحته فقد عاد محبا، ومتيما بي، وها نحن نقضي حياتنا في السفر والتنزه معا، ولا يطيق فراقي، ......

إذا فأنت مدانة لباربي باعتراف، عليك أن تخبريها بكل ما حدثتني به، فذلك هو علاجها، عليها أن تعلم أن الأمر لم يجري بسبب غفلتك، وأنك كنت على علم بكل ما يحدث، رجاء حاولي أن تخفي عنها موضوع كذبه عليك فهذالأمر سيزيد حالتها سوءا،
وحددنا يوما للمصارحة بينها وبين والدتها، ..........

جلست باربي في مواجهة مع والدتها التي بدأت بالحديث: لم أتصور أنك تخفين عني أمرا مهما كهذا، كنت أتوقع أنك ستخبريني حينما تعلمين بأن والدك يحاول خيانتي، لكن المفاجأة التي لم تخطر لك على بال، أني كنت مطلعة على كل شي، دلال، هي زوجة والدك الثانية تزوجها بعد أن استأذن مني، ولحقه في أن ينجب المزيد من الأبناء لكنه لم يستطع الإستمرار معها فقد كان يحبني كثيرا وتخلى عنها سريعا،....................... إلخ.

هل تقولين الحقيقة، أم أنكما اتفقتما على خداعي.......

- بل أقول الحقيقة، سأسرد لك تفاصيل كثيرة لا تعرفينها، ............ 

وبدأتا تتحدثان، بينما خرجت من الغرفة، وعندما عدت، كانت باربي تبكي منهارة، والدتها تحتضنها، 

- ما سبب كل هذا البكاء.........

أجابت والدتها بحيرة: لا أعلم، لقد انهارت فجأة وبدأت تبكي كما ترين..........؟؟

- ما بك يا باربي.........؟؟
- لا شيء، أريد أن أرحل.......... أخذت حقيبتها الملونة، وشدت شيلتها المزركشة ( غطاء شعرها ) من على الكرسي، وهمت بالخروج...........


خرجت باربي من المكتب، دون أية كلمة، بينما اسمترت والدتها بزيارتي، 

- لا تزورني مطلقا، ......... حتى إنها لا تتصل لتسأل عن طفلتها...... لا أعرف ماذا أفعل أو كيف أتصر ف معها،

- هل حاولت زيارتها........ 

- لا، مترددة، إني أتصل بها يوميا لكنها تتجاهل اتصالي،

- لا مشكلة اتركيها براحتها هي بحاجة لفترة من الهدوء لتراجع ذاتها، وتستعيد توازنها، اتركيها ولا تضغطي عليها خلال هذه الفترة.

وبعد ما يقارب الشهر تقريبا حسبما أذكر، اتصلت أخيرا بي، .......
كان صوتها أكثر نضجا، وأسلوبها في الحديث أكثر وعيا، 
- كيف حالك أستاذة،
- بخير ولله الحمد، كيف حالك أنت...؟
- جيدة، .... الحمد لله، 
- هل أستطيع التحدث معك الآن........
- طبعا تفضلي
- هل تعتقدين أني الغافلة، المغفلة.........
- لا أبدا، لم تقولين هذا..
- أشعر أن والدي والدتي خدعاني، أشعر أني ضحيتهما......... هذا ما كنت أفكر فيه طوال الوقت.
- وكيف ......... اشرحي لي،
- لا تحتاجين لشرحي أنت تعلمين، كيف خدعاني، فوالدي استغلني، والدتي أخفت عني..........
وصارت تبكي بهمسات صغيرة متقطعة: هل تعلمين، أشعر أني أهدرت حياتي في لا شيء.........

قبل أن أزورك كنت سعيدة واثقة بنفسي، كنت أعرف ما أريد، حتى ولو كنت على خطأ كما تروني، لكني على الأقل كنت أعرف من أنا وماذا أريد، أما الآن لم أعد أعرف أي شيء عن نفسي........ أشعر بأني تائهة، ممزقة، لا أفهم نفسي، وقواي خائرة......... ( وبكت من جديد) 
أريد أن أعرف من أنا من أكون...............
- أنت ضائعة لأنك اليوم بلا هدف، في الماضي كنت تعيشين لهدف ما، وكنت تشعرين بالتقدير والثفة لأنك تحققين ما تسعين له، على الرغم من أن هدفك لم يكن نبيلا حقيقة لكنه كان هدفا، اليوم بعد أن رأيت بنفسك كيف انهار هدفك وكل مبراته وكل دوافعه، لم يعد لديك ما تسعين لأجله..........
- نعم هذا هو ما أشعر به، بأني بلا هدف، أشعر بالضياع..........

- وهذه مؤشرات الشفاء عزيزتي، ..........
- كيف..........
- لو كان هدفك يستحق العناء لو كان جادا، لو كان إنسانيا، لما انهار عندما بزغت شمس الحقيقة، لكن هدفك كان شيطانيا مرضيا، لهذا انتهى، .......... أنت كإنسانة من الله عليها بالكثيرمن النعم، يجب أن تستثمر ذاتها وكل طاقتها فيما هو أسمى وأرقى من ملاحقة العابثين، ..... أتركي الخلق للخالق. 
أنت لديك مهمة أكبر، لديك واجب أجمل، لديك طفلة هي أشد حاجة لك من حاجتها لوالدتك، فلا شي في الدنيا يعوضها عن حنانك، وصدقيني أنك ستستقرين نفسيا عندما تحتضنيها يوميا فشعورك نحوها سيعالج جزءا كبيرا من فراغك العاطفي.........
لديك عزيزتي زوجك أيضا، ......... إنه هدف سام ٍ جدا أن تسعديه وتسعدي نفسك به، ......هو أولى بالإستمتاع بمفاتنك التي من الله بها عليك، ...... أليس خسارة كبيرة أن تفني كل هذا الجمال في ملاحقة من لا يسوى ولا يستحق...........
لا يوجد أي ردود على هذا الموضوع