النبي يحذر من انتشار الأمراض المعدية في مواسم محددة

النبي يحذر من انتشار الأمراض المعدية في مواسم محددة Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
بات انتشار الأوبئة والأمراض المعدية أمراً لا مفر منه، وبخاصة في عصر التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، وظهرت أمراض جديدة مثل انفلونزا الطيور، والإيدز، وأنفلونزا الخنازير، والسارس، وجنون البقر، وكلها أوبئة جديدة لم يكن لأحد علم بها من قبل، ولكن العلماء يؤكدون أن الفيروسات لديها القدرة على التطور وتغيير شكلها ومقاومة الأدوية، ولذلك كانت الفيروسات وباء حصد أرواح المليارات من البشر عبر التاريخ.

غطوا الإناء وقد حذَّر النبي صل الله عليه وسلم من انتشار الأمراض والأوبئة، وأشار إلى أسبابها، بل وأخبر أن لها مواسم تنتشر فيها، وعلاوة على ذلك وضع لها الوصفات الوقائية الناجعة، قبل أن تتفشى وتؤذي الإنسان، قال صلى الله عليه وسلم: «غطوا الإناء وأوكئوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء».
وقد أثبت الطب الحديث
أن النبي صل الله عليه وسلم هو الواضع الأول لقواعد حفظ الصحة بالاحتراز من عدوى الأوبئة والأمراض المعدية، فقد تبين أن الأمراض المعدية تسري في مواسم معينة من السنة،
بل إن بعضها يظهر كل عدد معين من السنوات، وحسب نظام دقيق لا يعرف تعليله حتى الآن، من أمثلة ذلك أن الحصبة، وشلل الأطفال، تكثر في سبتمبر وأكتوبر، والتيفود يكثر في الصيف أما الكوليرا، فإنها تأخذ دورة كل سبع سنوات والجدري كل ثلاث سنوات.
أوبئة موسمية وهذا يفسر الإعجاز العلمي في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن في السنة ليلة ينزل فيها وباء»، أي أوبئة موسمية ولها أوقات معينة، كما أنه صلى الله عليه وسلم أشار إلى أهم الطرق للوقاية من الأمراض في حديثه: «اتقوا الذر - هو الغبار- فإن فيه النسمة»، أي الميكروبات، فمن الحقائق العلمية التي لم تكن معروفة إلا بعد اكتشاف الميكروسكوب، أن بعض الأمراض المعدية تنتقل بالرذاذ عن طريق الجو المحمل بالغبار، والمشار إليه في الحديث بالذر، وأن الميكروب يتعلق بذرات الغبار عندما تحملها الريح وتصل بذلك من المريض إلى السليم، وهذه التسمية للميكروب بالنسمة هي أصح تسمية، فقد بين- الفيروز أبادي- في قاموسه أن النسمة تطلق على أصغر حيوان، ولا يخفى أن الميكروب متصف بالحركة والحياة، أما تسمية الميكروب بالجرثوم فتسمية لا تنطبق على المسمى لأن جرثومة كل شيء أصله حتى ذرة الخشب وهذا من المعجزات الطبية التي جاء بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم باتخاذ إجراء وقائي يدل على أنه رسول من عند الله، ففي زمنه لم يكن لأحد علم بطريقة انتشار الأوبئة أو أنه من الممكن أن يحمل الإنسان هذا الفيروس ويبقى أياماً دون أن يشعر بوجوده، ولذلك فالمنطق يفرض في ذلك الوقت أن يأمر الناس أن يهربوا من الأمراض المعدية، وهي قابلة للانتشار بسرعة، ولكن على العكس أمر بالبقاء في المكان الذي يظهر فيه المرض، ولذلك، فإن التوجيه الشريف يمثل معجزة نبوية نراها ونلمسها في عصرنا هذا، ويمثل طريقة صحيحة في الوقاية، ويمثل سبقاً علمياً يشهد على صدق النبي وعلى صدق رسالة الإسلام.
الثقافة الصحية ويعتبر تناول الأطعمة الملوثة من أهم وسائل انتقال الأمراض كالتيفود، وشلل الأطفال، والتهاب الكبد الفيروسي، حيث تنتقل الجراثيم من حامل المرض إلى الإنسان عن طريق اليد أو الآنية ونسبة حدوث ذلك تعتمد اعتماداً كبيراً على مستوى نظافة الفرد والبيئة وتطورها، فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يبث الثقافة الصحية بين المسلمين قبل أن تكتشف الكائنات الدقيقة الممرضة ليقيهم أخطارها، فأمر بتخصيص يد للأكل والمصافحة، ويد لمباشرة الأذى والخلاء، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى للطهور وطعامه واليسرى لخلائه وما كان من أذى».
عدم النفخ والتنفس بالآنية
وأكد العلماء أن نفخ الرذاذ وزفره يؤدي إلى انتقال كثير من الأمـراض المعدية كالأنفلونزا، وشلل الأطفال، والنكاف، والحصبة الألمانية، والرشح، والتهاب الحلق، والجدري، والسل، وغيرها وخاصة الأمراض الفيروسية،

لذلك وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عدم النفخ والتنفس في آنية الأكل والشرب، كما أمر بتغطية الوجه أثناء العطاس والتثاؤب،

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه»،

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا عطس غطى وجهه بيديه أو بثوبه وغض بها صوته.


تحريم لحوم الحيوانات الميتة
وقد تنتقل الكائنات الدقيقة للإنسان عن طريق الحيوانات،

لذلك حرم الإسلام لحوم الحيوانات الميتة والدم ولحم الخنزير، والسباع والطيور الجارحة، والتي تتغذى على القاذورات،

وقد أثبت العلم أن هذه الحيوانات ولحومها تشكل بؤرا لتجمعات هائلة وخطيرة من الكائنات الدقيقة الفتاكة بالإنسان.

وقد كان عالم الكائنات الدقيقة غيباً في زمن النبوة وبعده حتى القرن الماضي، ل

كن التوجيهات الإسلامية في الطهارة والوضوء والغسل والنظافة في الملبس والمسكن وأماكن التجمعات، والتوجيهات في المأكل والمشرب والسلوك، لتشير كلها إلى هذه العوالم الخفية التي تعيش داخل أجسادنا وفوقها وحولها وتهاجمنا وتهددنا، موجودة وتتكاثر بأعداد فائقة وتصيب ملايين البشر.