🍃🌺🍃
🌺 وجفةُ قلبٍ!🌺
🌺 كثيراً ما يشرد منك قلبُك ، حتى تفقده ، فتتبعه سراعاً ، فتلقاه واجفاً مُلقىً في أزقة الأفكار ، بين الرّكام ، مُبتلّاً بالثّمادِ ، فتهرع إليه ، ضّاماً له ، فتلقي عنه ما علقِ به من غبارِ الشّهواتِ ، وقيود الفكر ، وترانيم الوساوس ، فتقطع عنه أنينه ، فينبلج لك وبيصه ، لتحيى من جديد ..
🌺 إن متلازمة الفتور ، وضعف الإيمان ونقصانه لأمرٌ طبيعيّ يعتري العباد و الصالحينِ منهم ، كالغربال يغربلون فيه ، ليصفى فيه الصّادق ، ويهلك فيه المنافق.
🌺يقول النّبيُّ - صلّ اللّه عليه وسلّم - : " إنَّ لكلِّ عمل شِرَّة ، والشِّرَّة إلى فَتْرة ، فمَن كانت فَتْرَته إلى سنَّتي فقد اهتدى، ومَن كانت فَتْرَته إلى غير ذلك فقد ضلَّ " . أحمد (٦٩٥٨) .
🌺 يقول ابن القيّم : " فتخلّل الفتراتِ للسّالكين أمرٌ لازمٌ لا بُدّ منه ، فمن كانت فترته إلى مقاربةٍ وتسديدٍ ، ولم تُخْرِجه مِن فرضٍ، ولم تُدْخِله في محرَّم ٍ، رُجِي له أن يعود خيرًا ممَّا كان ! .
🌺قال عمر بن الخطَّاب - رضي اللّه عنه وأرضاه- : إنَّ لهذه القلوب إقبالًا وإدبارًا ، فإذا أقبلت فخذوها بالنَّوافل ، وإن أدبرت فألزموها الفرائض .
🌺وفي هذه الفترات والغيوم والحُجُب -التي تَعْرِض للسَّالكين - مِن الحِكَم ما لا يعلم تفصيله إلَّا اللّه ؛ وبها يتبيَّن الصَّادق مِن الكاذبِ ؛ فالكاذب ينقلب على عقبيه، ويعود إلى رسومِ طبيعته وهواه ! ، والصَّادق ينتظر الفرج ، ولا ييأس مِن روح اللّه ! ، ويلقي نفسه بالباب طريحًا ذليلًا مسكينًا مستكينًا ! ، كالإناءِ الفارغِ الذي لا شيء فيه البتَّة ، ينتظر أن يضع فيه مالكُ الإناءِ وصانعه ما يصلح له ، لا بسبب مِن العبد .
🌺وإن كان هذا الافتقار مِن أعظم الأسبابِ ، لكن ليس هو منك ، بل هو الذي مَنَّ عليك به ، وجرَّدك منك وأخلاك عنك ، وهو الذي يحول بين المرء وقلبه ! " .