الشرفة ومابعدها – قصة رعب لمحمود سلوم - Mahmoud Salloum
الحلقة السادسة (6)
اختفت المره من باب بيتنا بعد ما هددتني وحكتلي لو رحتي على المكان رح اقتلك.. وأول مافتحت ماما الباب كانت مختفية تماماً.. دخت من الرعبة وكنت رح أوقع.. ماما حملتني ودخلتني وهيه خايفه عليه.. وحاولت تنيمني وهيه تسألني شو صار معك؟ حكيتلها مش عارفه أنا خايفه كتير.. وأول ماغفيت عيني شوي.. حلمت اني فبيت كبير مهجور.. وفي شخص عم بدور حواليه ومحاوطني من كل الجهات وبحاول يموتني.. كنت أهرب منه بكل مكان بالبيت بس ظهوره كان الي متل لمح البصر وماكان الي القدرة اني اتخلص منه بأي شكل من الأشكال وانتهى الحلم بموتي.. صحيت اصرخ ووجهي وجسمي كله معرّق.. دخلت ماما عليه وصارت تطمني وتقلي انها جنبي.. ومن خوفها عليه طلبت مني أحكيلها شو اللي عم بصير معي.. بس أنا ماكان بدي أخوفها أكتر من هيك.. وقلتلها أنا مش خايفه منها.. بس مابقدر أترك كنان.. حكتلي مين كنان.. قمت من الفرشة وطلعت فوراً من البيت وهيه ضلت عم تنادي عليه وتبكي.. نزلت تحت العمارة وصرت اتطلع على برندة كنان وماكنت اشوف شي.. بس النظرة اللي شفتها بعيونه من قريب بغرفته.. كانت بتحكي انه شايف كتير ومظلوم كتير.. وأنا الوحيدة اللي بده ياني أخدله حقه من الناس اللي هون.. قبل ما يموتوا والله يوخدله حقه منهم بالسما.. بس روحه ماتركت المكان ولسه موجودة.. يمكن المكان اللي مات فيه هوه نفسه اللي بطلع فيه.. لهيك لسه هوه هون.. وقفت بعرض الشارع وصرخت بصوت عالي.. بوعدك اخدلك حقك.. ورحت بعد ما التموا عليه الناس.. الناس بالحاره صارت كل ماتشوفني احس انها بتهرب مني خصوصاً بعد اللي عملته مع بابا لما شفت البنت المشوهه وهالمره بعد ماصرخت بصوت عالي بنص الشارع بدي اخدلك حقك.. وحاسين اني مش طبيعية خصوصاً اني جديدة على الحي تبعهم.. في شب كان بآخر الحاره وكانت نظراته عليه غريبة.. خفت يكون ميت!.. لأني للحظة بطلت أميّز الناس العايشين من الأموات.. وكله موجود على هالأرض قدام عيوني.. وبصري مفتوح عالكل.. قلت بما انه اتطلع عليه هيك لازم أروح أشوف شو ماله.. ولازم اكسر حاجز الخوف عشان كنان وعشان اعرف اللي صاير منيح.. قربت منه وحكيتله ليه عم تتطلع! حكالي أنا ساكن من زمان هون.. وبصراحه أنا مراقبك من أول مادخلتي الحاره بس انتي ماكنتي شايفيتني.. أنا اسمي تيم ..وبصراحه اكتر شفت اللي صار من يومين قبال العماره وكنت موجود.. انتي كنتي منهاره.. خير صاير معكم شي؟؟ حكيتله لأ وماتدخل مرة تانية مادخلك بشي انت فاهم! ورحت بطريقي.. وفجأة قلت هاد اجاني من الله.. رجعت لعنده وقلتله.. بصير تساعدني بشغلة.. حكالي طبعاً طبعاً.. انتي بس أؤمري.. حكيتله أنا بصراحه خايفه كتير من السكنه هون.. يعني أنا كنت طول عمري متعودة من بداية عمري على بيت معيّن وحاره معينه.. واجيت هون لقيت نفسي بمكان مابشبهني ابداً.. عم بحس المكان مافي روح مافي أحساس.. كل شي بارد.. قلي معك حق.. لأنه حارتنا أكتر حارة صار فيها جرائم بالبلد.. حكيتله شو؟ جرائم شو؟ قلي انتي مابتعرفي شي.. كل سنتين زمان بصير جريمه هون.. حارتنا مشاكلها كتيرة وعشان هيك بحكيلك اذا بدك شي انا مستعد أساعدك واوقف جنبك لأنك مبينه بنت من عيلة محترمه ومابتعرفو شي هون.. حتى ابوكي انا شفته بمحل خضره.. هوه بشتغل هناك! حكيلته اه! قالي.. مبين ابوكي مسكين برضه ومابعرف شو مخبيه هالحاره.. كل الناس اللي سكنو هون طلعو بعد فترة لأنهم ماتحملو مشاكلها.. وكل عمارة من هالعمارات شهدت على حادثة قتل وموت شكل.. اخ شو بدي احكيلك لأحكيلك.. حكيتله تعال معي.. قلي وين.. حكيتله امشي معي وماتسأل.. وقفت معاه وأنا مش سائلة عن شي قبال عمارة كنان.. حكيتله شو قصة هالشقة..؟ قلي هاي الشقة صار فيها حريق من 5 سنين.. وانحرقت بشكل كامل ولسبب غامض ماحد بعرف ليش؟ أما المره الساكنه فيها هلأ.. فما بتحب حدا ولا حدا بحبها من اهل الحاره.. لأنها نفسيه وبتحبش الخير لحد هيك امي حكتلي.. تخيلي مبارح كانت حاملة غراض كتير وماما اجت تساعدها وشفقت عليها واصلاً مافي بينهم حكي.. حكتلها مابدي مساعدتك.. وبدون شكراً ولا شي.. همه ساكنين هون من زمان.. كان في الها زوج اختفى برضه ومابنعرف وين.. وعنده ولد اسمه كنان! هيه بتكون مرت ابوه.. انا بهاللحظة زاد تركيزي وصرت اسمع وأتخيل كلامه.. وهوه بقول.. كنان كان شب بحاله وطيب كتير بس عيبه الوحيد انه مقعد.. ترك جامعته عشان ماحد يعايره بالأعاقه اللي عنده بس وقت الحريق وقع كنان من البرنده بعد ماكان بحاول يلم الناس حتى يطلعوله يساعدوه.. اما بعمارتنا اللي هناك شايفيتها؟ فشهدت على أكتر من حادثة موت وقتل.. وحتى الشقة اللي قبال عيلة كنان هدول.. برضه صار فيها حادثة قتل.. حكيتله شو اسمها مرت ابو كنان؟ قالي أبتسام واللي قتلها زوجها جنبهم اسمها ردينه.. حكيتله انا صرت اخاف اكتر من الأول.. شو لازم اعمل!؟ قلي كوني قوية وخليكي بحالك.. بس كل هاد مابكفي.. هاي كنان كان بحاله ومات.. بس أنا جنبك ولو بدك شي أنا جاهز وحط ايده على ايدي بس أنا شلتها بسرعه وحكيتلها اوكي اوكي.. ورحت لبعيد لأني من كلامه على الناس هدول حسيت انه متلهم.. بس هوه رجع ناداني وقلي ياصبيه.. ماتخافي انا مش متلهم برضه متل مافي ناس مش منيحه هون في ناس منيحه.. وطلب اعرفه بإسمي.. قلتله استبرق.. وانسى انك شفتني.. ورحت بسرعه من محل ماجيت.. كان ضايل ساعه وحدة وبيجي بابا على البيت.. بالوقت اللي ضيعته قدرت اجمع معلومات من تيم كتير كبيرة.. ويمكن تفيدني لقدام لأي شي بده يصير معي.. ابتسام وردينه.. هدول لازم اربط قصصهم مع بعض.. لو روح ردينه مش خايفه من شي مابتمنعني اروح على المكان اللي طلبه كنان.. ولو مش خايفه مابتهددني بالقتل وبتمنعني كمان أدخل بيت ابتسام.. في شغلات لسه مش واضحه ولازم أكون واعية لكل خطوة ممكن امشيها حتى ما اندم.. رحت على مكتبه كبيرة وصرت ادور على كتب للأرواح.. والأموات وبعد الموت ومن هالقصص.. اشتريت اكتر من كتاب.. ورجعت على البيت قبل مايجي بابا.. دخلت غرفتي وصرت أقرأ.. قرأت كتير معلومات.. منها أنه الأموات بحسوا فينا وأرواحهم بتكون قريبة منا.. وممكن منهم يأذينا.. حسب روحه ان كانت شريرة أو خيرّه.. كيف ممكن يأذونا.. لعنه ممكن تلحق أي شخص من ميت.. لو مضى على موته سنين كتيرة ممكن يضل يلاحق هالشخص حتى يهلكه ويخليه ميت متله.. قرأت كتير عن الحياة بعد الموت والعذاب والنعيم اللي ممكن يشوفه الميت بعد الحياة.. قرأت كتير لكن ماقدرت أشوف انه في انسان ممكن يحكي مع شخص ميت!.. هالشي حيرني وحط قبالي ألف علامة سؤال.. ليش أنا ؟ ليش أنا بالذات اللي ممكن اشوف هدول الأشخاص.. شو بدهم مني.. وشو هوه الشي اللي خلاني أتميّز بهالقدرة عن كل البشر الموجودة بالأرض.. في لغز وشي لازم يوصل بالنهاية وهاد اللي كنت حاسيته من أول يوم عرفت فيه هالشي.. اجا بابا رحت خبيت الكتب فوق خزانتي.. وخفت يشوفهم.. ورحت تصرفت عادي قدامه وأكلت وضحكت حتى يطمن اني صرت منيحه ومايشك بشي.. بس هوه كان حاسس اني بمثل.. لأنه مستحيل يخفى عليه شي.. اجا الليل والكل نام وأنا صرت حاسه انه كنان رح يظهرلي بهالليلة.. رحت للبرنده بعد ما اتطمنت انه مستحيل حد يصحى.. وضليتني اتطلع على الشقة وبعد مانعست وماقدرت اتحمل.. ظهرلي كنان وكان عم يتطلع بنظرات سعيدة لأول مرة.. وهزلي براسه مرتين.. أنا أشرتله بإيدي وقلتله اني بكرا رايحه على المكان.. وبصوت عالي نادى عليه وقلي.. ساعديني.. استبرق ساعديني.. صوته العالي هاد انا كنت عارفه انه ماحدا بقدر يسمعه غيري.. بس أنا كنت بحكيله اني رايحه على المكان ليه رجع يقلي ساعديني.. فجأة سمعت حركه تحت بابنا.. وحسيت انه في حد عم بحاول يفتح باب العماره المسكر.. قلبي صار يدق وماكنت عارفه شو بدي أعمل.. في حد عم بحاول يفتحه يعني في حركه مسموعه.. واللي توصلتله بعد اللي شفته انه الميت اللي بظهرلي مافيه يعمل أي تأثير بس بظهر وخلص وبقول اللي عنده.. متل ردينه وكنان والبنت المشوهه.. وبدليل اني ماقدرت المس الورقة اللي كانت مع البنت.. ولا قدرت الاقيها.. اذن اللي تحت مش حد ميت! .. وهوه انسان الروح لسه جواته.. بس مين؟ حاولت انزل راسي من البرنده حتى اشوف بس ماكن يظهرلي شي.. الساعه 2 بعد نص ليل ومافي حد صاحي بكل الحاره غيري.. الكل خايف ومرعوب من اللي صار خلال هالسنين فيها.. واللي عرفته من تيم.. انه ماحد بحس بالأمان بهالحاره.. سكرت البرنده وفتحت باب البيت وصرت انزل الدرج عالعتمه وانا مضويه التلفون بإيدي.. وقفت عند باب البيت.. وصرت احس بالشخص من ورا الباب عم بحاول يفتح باب العماره.. وسامعه صوت نفسه.. وقبل لأحكي أي كلمه حكالي..
يتبع
إستبرق💜
