كيف تجدين السعادة في اشياء بسيطة

تحدثنا في السابق عن بعض النصائح لمحاربة الاكتئاب أو الحزن الشديد، ولكن يبقى السؤال هو كيف يمكن بالأساس الاستمتاع بالحياة والذي بدوره سيجلب لنا شعور السعادة ويجنبنا مشاعر الحزن؟! حسناً، دعيني أخبرك أن تقديرك للأمور الصغيرة في حياتك والاستمتاع بأدق التفاصيل هو ما يجنبك الشعور بالحزن والملل المستمر. ولكن نظراً للضغوط اليومية فنحن نغفل عن الالتفات لتلك الأشياء البسيطة التي تمنحنا السعادة الحقيقة.
كان هذا هو ما تعلمته على مدار سنوات، الالتفات لجميع التفاصيل والاستمتاع بها. ولا أبالغ إذا أخبرتك أنه يمكنني أن أكتب كتاباً عن كيفية الحصول على السعادة من الأشياء البسيطة في الحياة.
الشعور بالسعادة لا يتطلب تغييرًا هائلاً
ننسى غالبًا أنه بإمكاننا تغيير نمط حياتنا والحصول على لحظات من الفرح والسعادة دون الحاجة إلى إجراء تغييرات كبيرة. وهذا بالطبع على عكس اعتقادنا الدائم بأن الحصول على السعادة يتطلب الكثير منا.
برأيي، السعادة الحقيقية هي مجرد لحظة، ربما تشعر بها عند تناول كوب من القهوة أو سماع نكتة ما تجعلك تضحك من قلبك مثلاً. لذلك يكفي فقط أن ننظر للأشياء بشكل مختلف.
لحظات جيدة... أيام جيدة ... أسلوب حياة جيد؟
أيامنا مجرد لحظات... لذلك كلما مرت لحظة سعيدة، تكون مؤشراً قوياً لختام يوم سعيد. لذا كل ما علينا القيام به هو تعلم العثور على السعادة وسط هذه اللحظات. نترك الخوف والقلق جانباً ونستمتع بجمال اللحظة كما هي، نجرب أشياء جديدة، ونقابل أشخاص جدد. هذه كلها أمور كافية لأن نشعر بالسعادة من أعماق قلوبنا.
عادات مسائية وصباحية مميزة ...
قرأت يوماً أننا نستيقظ محملين بنفس المشاعر التي ذهبنا بها للسرير ليلاً. هذا يعني أننا إذا خلدنا للنوم ونحن نشعر بالحزن، سيظل هذا الشعور عالقاً بداخلنا لليوم التالي. إذن، ألم يحن الوقت للتوقف عن ذلك؟!
اخلدي إلى نومك وأنت محملة بالآمال حتى وإن كنت مررت بيوم صعب. يكفي أن تصنعي لنفسك مشروباً دافئاً مهدئاً للأعصاب وتذهبي لسريرك. وفي الصباح، فكري في أبسط الأشياء التي تمنحك السعادة. مثلاً، تناولي قهوتك في شرفة المنزل ودعي هواء الصباح يلامس خصلات شعرك. أنا أعلم أنك وأنت تقرأين هذه الكلمات، هناك ابتسامة قد رسمت على وجهك. وهذه أيضاً من لحظات السعادة!
حياة المدينة ليست سيئة!
نعم مثلما قرأتي تماماً. يومياً نشكو من زحمة الشوارع والضوضاء ونتمنى العيش في مكان هادئ تسيطر عليه الطبيعة والمناظر الخضراء. أنا شخصياً كنت كذلك ولم أعتقد يوماً أنه بإمكاني الشعور بأي لحظة من السعادة وأنا أسير وسط الشوارع المزدحمة بالسيارات؟ كما أنني لم أعتقد أنه كان من الممكن إيجاد حديقة هادئة وجميلة تمنحني قدر من الراحة طالما أنني متواجدة وسط المدينة.
في الحقيقة رغم كل هذا إلا أنني لم أبحث يوماً عن أي حدائق قريبة مني لتمنحني الهدوء الذي أسعى إليه، وبالتالي الأمر توقف عند حد الشكوى اليومية. حتى جاء اليوم الذي أخذتني فيه صديقتي إلى حديقة ما قريبة منا وكان برفقتي كتابي المفضل، لقد كانت لحظة هروباً جميلًا من حياة المدينة. إذن، طوال الوقت كانت السعادة أمامي وفي شيء بسيط للغاية ولكنني لم أسعى إليها.
سهرة مسائية أمام فيلمك المفضل
لماذا نجعل ما مررنا به طوال اليوم يسيطر علينا حتى نخلد للنوم؟ أليس من الجيد أن نمنح أنفسنا يومياً أمسية جيدة؟! فكان الحل بالنسبة لي هو مشاهدة فيلم أو مسلسل بعد عناء يوم طويل وقبل الخلود للنوم، مع إبقاء ذهني صافياً وهاتفي بعيداً. ولا أخفي عليك أن هذه ستكون من أكثر اللحظات سعادة إذا قمت بتجربتها.
اشتقت لمياه البحر؟ خذي حماماً
قد يبدو الأمر مضحكاً بعض الشيء ولكن سأشرح لك ما أعنيه. نحن دائماً نشتاق للذهاب إلى الشاطئ، كوننا نشعر بالاسترخاء فور أن نغمر أجسامنا في مياه البحر ونخرج في منتهى السعادة. وأنا بالتأكيد أعلم أن هذا ليس متاحاً طوال الوقت نظراً لظروف عملنا وحياتنا اليومية. ولكن هل هذا يعني ألا نشعر بالسعادة التي يمنحها لنا البحر؟ بالطبع لا.
احصلي على سعادتك بأي طريقة، فمثلاً لما لا تغمري نفسك في حوض الاستحمام وتجلسين وقتاً كافياً. بل يمكنك أن تضيفي قدر من الاهتمام كإشعال بعض الشموع المعطرة من حولك.
وجبة شهية
الجميع يلجأ للطعام عندما يريد الخروج من الاكتئاب. لذا لم لا تجعلي كل وجبة مصدراً لساعدتك وحمايتك من الحزن والاكتئاب؟ فهذه الوجبات التي نتاولها على مدار اليوم كأمر طبيعي وروتيني يمكن ببساطة إذا تذوقناها جيداً ومنحناها لمسات مختلفة أن تكون مصدراً دائماً للسعادة. مثلاً، جربي وصفات جديدة، أو طرق مبتكرة لتزيين أطباق الطعام كل هذا سيجعلك تشعرين بالاستمتاع