الحلقة الاولى التوقيت وما ورائه 😱😱 الجزء الاول

الحلقة الاولى التوقيت وما ورائه 😱😱 الجزء الاول Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
#التوقيت_وما_ورا��ه_11_11_قصص
#التوقيت_وما_ورا��ه_11_11 #التوقيت_وما_ورا��ه_11_11_1
الحلقة الأولى

* ملاحظة : الحالة التي تحكي عنها القصة هي حالة حقيقية يعاني منها 20 شخص فقط في العالم وتسمى هايبرثيميسيا أو متلازمة فرط الإستذكار التي يتذكر فيها الشخص كل تفاصيل حياته منذ الولادة وحتى الممات.

بيحكو إنه البشر لمّا يموتو بيمّر شريط ذاكرتهم قدام عيونهم من الولادة لوقت الوفاة بلحظة سريعة.. وبشوفو تفاصيل حياتهم يلي عاشوها كلها من أصغر لحظة لأكبرها متل فيلم سينمائي مدته أقل من جزء الثانية.. تفاصيل صعبة ومؤلمة وحلوة وتعيسة وسعيدة!.. لكن كل هالتفاصيل ما بكون إلها قيمة بلحظة ما الروح تطلع.. وما بيشعر الإنسان بقيمتها.. لأنه بعد ما تختفي مش ممكن تأثر فيه.. لو كان في إنسان على وجه الأرض عم بعيش هاللحظة كل يوم بحياته بشكل متكرر.. وبأدق أدق التفاصيل الصغيرة شو كان صار؟!.. أيوه ممكن.. وهالإنسان موجود حالياً.. هوه شخص من عشرين حالة في العالم عم بعيش هالحالة.. حالة بمشاعر صعبة صعب يوصفها أي كلام.. جنون مستمر ما في إله نهاية.. ولحتى ينتهي بقرر النهاية بإيده بلحظة الإستسلام.. بتقديم الزمن للحظة الموت.. لعيش الحالة مرة.. مرة أخيرة ووحيدة ليرتاح من وجع التكرار.. هالإنسان هوه أنا.. انحكم عليّه أعيش وجع التكرار.. وجع التفاصيل.. وجع الذكريات.. صُور ولحظات وأحداث وتواريخ وأرقام وكلمات وأصوات وأسماء وروائح ومشاهد عم تمرق قدام عيوني متل ما صارت بلحظتها كل دقيقة ألف مرة.. وقرار تقديم الزمن يلي إخترته بإيدي لأرتاح كان هوه الإنتحار!.. يوم الخميس الساعة 10:7 بالليل من شتا آخر الخريف بآخر السنة.. قررت أنهي حياتي بأسوء طريقة.. وما كان موت سهل بمكان سهل.. قفلت غرفتي وطلعت من الشقة يلي عشت فيها بالطابق يلي أرقامه بنفس عُمري.. كانوا الناس ببيوتهم والشوارع فاضية.. ولأني عارفة إنه ما في حدا بستخدم الأدراج من السكان قررت أطلعهم ببطئ لأوصل للأسطوح بالطابق الأخير.. فتحت باب الأدراج وبدأت أطلع.. ذكريات عُمري عم تنعاد من جديد مع لحظات الأسبوع الأخير بشكل متكرر.. ذكرى حلوة وذكرى بشعة.. الذكرى الحلوة كانت ترجع رجلي درجة لورا.. والذكرى البشعة كان تقدّم رجلي خطوة للدرج لقدام.. ومع الحسبة الطويلة لعُمري.. اتضحلي بالنهاية إنه كميّة البشاعة كانت أكتر من الذكريات الحلوة.. وصلت الأسطوح.. فتحت بابه الحديد بصعوبة.. انا في الطابق الخمسين بأعلى برج في هالحي المشهور بالمدينة!.. كانت هالمرة هيّه تاني مرة بكل حياتي بطلع الأسطوح.. المرة الأولى بعمر التسع سنين والمرة التانية وأنا بالتسعة وعشرين من عُمري!.. تذكرت السبب وشفت اللحظة متل ما كانت عم تنعاد قبالي.. كنت لابسة فستان فيروزي صيفي ورابطة على شعري قماشة بلون نيلي.. شادّة على إيد كبيرة وبرغم المكان المخيف يلي واقفة فيه.. إلا إني حاسّة بأمان.. وصوت لسه بأذني وريحة لسه بين أنفي!.. بقرّب مني وبهمسلي بصوت ناعم وبوجه مبتسم وبقول.. يا ريحانة أبوكي.. طلعتك هون لأحكيلك كلام بيني وبينك.. وتكوني معي أنا وإنتي وبس.. بحضنّي وبدخّلني جواته وبقرّبني كتير لآخر الحفّة على نص الأسطوح.. بيحكيلي لا تخافي في سياج.. واتطلعي لتحت.. بزغلل عيوني وبحكيله خايفة يا بابا.. بقلي شو شايفة؟.. بحكيله ناس عم يمشو وسيارات بس كتير بعاد.. بغمّض عيوني وبيحكيلي فتحيهم.. بقلّه خايفة وبرجع بطلب مني أفتحهم.. بفتّح عيوني.. بهمسلّي وبقلّي.. شايفة الناس قديش صغار.. وشايفة انتي قديش كبيرة.. ما بدي ياكِ تخافي منهم لأنه كل البشر عندهم نقاط ضعف وقد ما كبرو وتغيّرو مصيرهم ينشافو بنفس هالحجم.. وخليكي كبيرة بعين نفسك.. ولا تسمحي للبشر يأثّرو فيكِ!.. اتطلعت على نفس المكان يلي كنت واقفة فيه مع بابا وقرّبت منه.. دخلت رجلي بالسياج وبدأت أطلع للحفّة.. إيدي ماسكة بعصا حديد وجسمي برجف.. وصوت بابا لسه براسي.. بدي ياكِ قويّة.. ولمّا يكون ربك القوي معك ما حدا من الناس ممكن يأذيكي!!.. صرّخت بصوت عالي.. بس كلّهم أذوني!!.. أنا تعبت.. شفت نفسي صغيرة وبقرّب من السياج وبحكيله أنا مو خايفة منهم!.. بدخل رجلي بالسياج وبحاول أوقع بمسكني وبشدّني لورا وببوسني وبحضنّي بسرعة وبنزلنّي.. بتطلّع وراي.. شايفته بسكّر الباب.. ببكي ورجلي لسه بتحف بالسياج ونصي برا.. بغمض وبهمس بحرقة وبقول.. يا ريتني وقعت من هديك اللحظة.. كنت مفكّرني مو خايفة بس أنا كنت كتير خايفة ويلي عملته كان متعمّد مش لأثبتلك عدم خوفي!.. أنا من هديك اللحظة كنت عم أتعذب وأخبي عليك!.. متت وتركتني أعيش الموت كل ليلة!.. وينك؟!.. سامعني؟!.. ليه صوتك أختفى!.. إرجع!.. وفجأة بسمع صوت همس من ورا خزانات الماء بيحكي.. أنا هون.. بتطلّع بكون نص الباب مفتوح!.. معقول الهوا؟!.. أنا ما كنت بتخيّل بابا طلع منه!؟.. بحكي مين هون؟.. الصوت بختفي.. بشتد الهوا والهدوء.. قرار الإنتحار ما اختفى من جواتي.. وأنا لسه مقررة أحطّم كل جزء بجسمي لأرتاح!.. بدخّل رجلي التانية بالسياج.. وبصير بالكامل برا على حفة البُرج!.. إيدي قابضة عالحديدة وبخطوة افلات وحدة بثواني معدودة بكون عالأرض.. بغمّض عيوني وشريط الذاكرة بيرجع ينعاد قدام عيوني.. مرة سريعة ومرة تانية أسرع ومرة تالتة بسرعة أكبر!.. بشّد على الحديدة خايفة وفجأة بحس بإيد بتلمس جسمي وبتحاول تدفعني لقدام!.. بتعلق رجلي بالسياج الحديد وإيدي بتبقى متمسّكة بالحديدة.. ما قدرت ألف جسمي وأشوف مين بدفعني من شدة التوتر.. وبصوت غريب بسمع واحد بقلي إنتي لازم تموتي!.. قبل لتقتلي نفسك أنا رح أقتلك.. بحكيله لأ لأ.. بشوف ذكريات حلوة فجأة بتمر قدام عيوني.. بترجعني لورا وبتخليني أتمسّك بالحياة.. عم بصرّخ بقوة وبمنعه يدفعني.. وأنا ماسكة الحديدة وشادة عليها بشوف إيدي.. وبإيدي نفسها كان في ساعة.. مضى ساعة وأنا لوحدي والوقت يلي انتبهتله وأنا بشدة خوفي كان الوقت 11:11 .. كنت بآمن طول عمري بأشياء غريبة بتصير بهالوقت بطريقة مش مفهومة وقت أنتبه فجأة على الساعة واحكي شي خاص فيني بقلبي.. وبالفعل كل مرة كانت تصير أشياء غريبة بحدوث هالوقت بالذات ويتحقق أحياناً يلي قلته جواتي.. إما بصدفة أو لسبب أنا كنت بجهّله.. قبل لينتهي هالوقت وتبدا دقيقة جديدة سمعت صوت باب الأسطوح بفتح بقوّة.. وصوت رجلين بتركض لعندي.. وإيد قوية بتشدني لورا وبتسحبني!.. بوقع على الأرض وبتضل رجلي معلقة بالسياج بس بعيدة عن الحفّة!.. بفتح عيوني بشوف قبالي الناطور أبو علي!.. بطلب مني ما أخاف متل ما قلّي بابا وبقرّب من السياج وبفك رجلي متل ما عملّي بابا تماماً بنفس التفاصيل وبحذافيرها.. وكأنه هالحدث رجع تكرر!.. قلتله انت كيف جيت وليش؟.. وكيف عرفت اني هون؟!.. حكالي الله جابني.. لو ما اجيت كنتي رميتي نفسك!!.. أنا طلعت لهون لأشوف خزان الماي للسكان يلي عايشين بالطابق التلاتين بسبب مشكلة!.. وما بعرف لو ما صارت هالمشكلة معهم كان شو صار!.. قلتله في حد هون معنا.. حكالي مين؟.. اتطلع حواليه وقلي هدوء وما في حدا !!.. حكيتله روح وشوف!.. هز براسه وقال ما بقوم ولا بتحرّك إلا لمّا أرجعك لعند أمك!.. شدّني من إيدي وبقيت أحكيله صدقني في حدا هون!.. نزلنا أول طابق وأنا لسه بتلفت لورا.. طلعني بالأصنصير ونزلني لطابقنا.. دق الجرس فتحتله أختي ياسمين.. استغربت ليه لهلأ ما نامت وكيف فتحت بسرعة وشو كانت بتعمل لحتى ما تأخرت بفتح الباب!.. شفت أبو علي بغمزها.. وكأنه بقلها لا تخلي أمك تعرف.. حسيتها عرفت شو كنت بعمل.. وحطّت إيدها على تمها خايفة وقالتله شكراً وقفلت الباب بالمفتاح.. دخلتني على غرفتي.. شافت طرف بيجامتي ممزوع وقماشتو مفروطة.. حكتلي هاد مزع.. سياج الأسطوح!.. كنتي بتحاولي تنتحري!!.. حكيتلها كنت!.. وبطّلت وكان بدي أرجع بس في حدا كان رح يقتلني.. أنا هلأ بدي أرجع أطلع فوق وأعرف مين!!.. مين يلي كان لاحقني وبده يموّتني!!.. قالتلي أنا غضيت نظر عن علب الأدوية يلي لقيتها بخزانتك وقلت حرام تعبانة وعم تاخد مهدئات بس الكمية الهائلة يلي لقيتها كانت بتوضحلي إنك كنتي عم تحاولي تنتحري!.. هالمرة ما رح أسكت.. حكيتلتها رح تقولي لأمك؟!.. قالتلي طبعاً رح أقلها لأنه مو معقول وحدة عرسها بعد يومين وتكون ناوية تقتل نفسها !!.. صرت أبكي.. قرّبت مني وحكتلي ريحانة أنا عارفة شو فيكي.. عارفة هالمرض شو يعني.. لعنة ذاكرة أبدية بعرف!!.. معقول تقتلي نفسك وما تحققي الحلم يلي كان عم يستناه أبوكي منك؟.. إنتي مو ناسيته لليوم بس نيالك عالأقل شفتيه وشبعتي منه بس أنا ما كنت واعية بس غاب عن الدنيا.. ما حضني متل ما حضنك وما دللني متل ما دللك ومع هيك عايشة وناسية.. قمت وفتحت الباب.. وقلتلها بدي أطلع أشوفه.. حكتلي ما في حدا إفهمي إنه هاد قرينك يلي بيحكي معك!.. هوه طلب منك تقتلي نفسك وتهيألك انه شخص بحاول يرميكي!.. والشعور بتمسكك بالحياة هوه يلي منعك مو حدا!.. قلتلها يعني أنا مجنونة وقريني عم يمشيني متل ما بدو؟.. صرّخت ياسمين صوت عالي.. ماما قومي من نومك!.. باللحظة يلي انفتح باب غرفة ماما.. سمعنا حركة واضحة برا.. اندق الباب.. حطّت ماما شالها على راسها وفتحت الباب.. كان أبو علي.. حكتله ماما خير شو في الساعة 12 ونص بعد نص الليل جايينا ؟!.. قال بدي أحكي مع ريحانة شوي.. قرّبت منه وماما مستغربة.. قلي بهدوء.. ما شفتي الشخص يلي كان معك عالأسطوح كيف كان شكله؟.. قلتله هلأ صدقتني إنه كان في معنا حدا!.. بدي أشوفه بدي أعرف ليه كان يساعدني عالموت..
يتبع..
شو اكمل ..