السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
انت كفتاة ولدت في بيت متواضع وسط أسرة سعيدة لكن تشوبها بعض المنغصات كحال أي أسرة في مجتمعنا العربي. وأنت طفلة يسألونك ماذا تتمنين أن تصبحي عندما تكبرين تجيبينهم بأنك ستصيرين دكتورة أو مدرسة. يكبر الحلم فيتحقق ولكن أحيانا تكبرين فيتغير المسار إما بسبب إهمال منك أو بسبب ضغوط خارجية.
ها أنت أيتها الطفلة كبرت ووصلت سن العشرينات كل البنات في عمرك تزوجن وأنجبن وبعضهن حصلن على وظيفة وتزوجن أيضا وأنجبن....
بدأت تقتربين من الثلاثين عليك أن تجدي رجلا بأسرع وقت ممكن فلا معنى لحياتك دون رجل...
في الجانب الآخر هناك رجل يبحث عن زوجة لأمه ولإخوته ولجميع أفراد الأسرة إذا حلوا ضيوفا ببيته... تلح الأم على ابنها العاطل أن يتزوج بفتاة تعينها على أعمال البيت..مهلا لكنه عاطل... لا تقلق ستأكل معنا ما نأكله وكل عيد سنكسوها...هل ستطلب أكثر من ذلك!!؟؟..
حسنا هناك فتاة جميع قريناتها تزوجن ويبدو أنها متلهفة لتصبح زوجة بدورها..
تمت الخطبة والزفاف والفتاة لا يسعها الكون فرحا فأخيرا ستزال عنها صفة عانس...والشاب تخلص من إلحاح أمه المتكرر.
بعد شهر من الزواج...كيف وجدت الزواج يا عزيزيتي؟... الزواج أمر رائع ما زلت أستيقظ صباحا وألتفت يمينا ويسارا حتى أتأكد أنني لست أحلم...
بعد شهرين.... في الحقيقة أعمال البيت ترهقني قليلا علي أغسل ثياب العائلة كلها بيدي وأطبخ وأكنس وأنظف....ولكن الحمد لله على الأقل لدي رجل وغيري مازال يتمنى ولو نصفه...
بعد عام....لا أستطيع حتى أن أعبر فبالإضافة لأشغال البيت طفلي حديث الولادة لا ينام ليلا. وأم زوجي صارت متطلبة أكثر من قبل. فلا طبيخي يعجبها ولا تنظيفي يقنعها...
هكذا تمر سنين عمرك كخادمة لزوجك وأهله...ودون أن تحسي تتسرب من بين يديك أجمل سنين عمرك فقط لأن أقصى أمانيك كانت "رجل". ادرسي مادام في استطاعتك ونمي شخصيتك وقدراتك ولا عيب أن تتمني رجلا ولكن ليس أي "رجل".
من تأليفي أتمنى أن تنال إعجابكم.
