تقبلوا إختلاف أولادكم

تقبلوا إختلاف أولادكم Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
بتقول إحداهن :أنا مهندسة وقد تم تعييني في مكان مرموق ،تقدم للزواج مني زميل من زملائي إسمه يوسف،أن شخصية عقلانية ولست عاطفية بحثت مع أمي عن حاله وجدته ميسور الحال ووالداه محترمان .تم الزواج ،وأغرقني بمشاعره التي لم أعرف كيف أستقبلها فأنا شخصية عقلانية ومنهجية وهو شخص عاطفي جدا لدرجة البكاء أحيانا .أنجبت رقية هي ووالدها يحبان الأحظان والحركة ومتكلمان ويتحركان دوما وليسا عقلانيين وكنت أكره ذلك.ثم أنجبت ريهام مثلي تماما عقلانية تتحدث بحساب شعرت بالإرتياح معها ،بصراحة أعترف أني كرهت شخصية رقية من داخلي،ولكن كان لدي أمل أنها ستتغير وتتحول لشخص هادئ ،ولكن ماحصل أنها بقيت حركية ،لم نتفق على شيئ وكنت أكره ذلك .كنت دائما أقارن بين ريهام العاقلة وبين عشوائية الأخرى ،أو بالأحرى بين رزانة ريهام وتهور رقية ،زوجي كان أميل لرقية ويصفني دائما بالجفاف العاطفي كنت أرتقي بعملي سعيدة لكن لاحظت مع تقدم البنات بالسن ميل رقية لوالدها وحضنه وتباعدها عني وكرهها لإنتقاداتي أما ريهام فهي مريحة وعاقلة ولكن فجأة مات زوجي في حادث مرور كانت رقية في الإعدادية وريهام سادس إبتدائي ،شعرت أن سهما إخترقني رحيل الزوج بالفعل عصيب تذكرت جفافي معه شعرت بحرقة في قلبي ،لكن رقية كانت منهارة تماما وبعد الإنهيار متهورة ومندفعة وتشعر أنها بلا رابط ولا ظابط وريهام حزينة.فوجئت أن رقية دائما في إنعزال عني وعن أختها ،أصرخ في وجهها فتصرخ في وجهي ثم مرة هددتني أنها ستترك البيت،وإتهمتني بعدم حبي لها و بالفعل تركت البيت ،كنت أبحث عنها كالمجنونة إلى أن كلمني والد صديقتها وأخبرني بوجودها مع إبنته وزوجته بكيت بحرقة ربما أكثر من يوم وفاة زوجي .مالذي ينفر هذه البنت مني؟ أناحازمة صارمة ولكن لست طويلة اللسان ولا أضربها إلا نادرا ،مثلها مثل أبيها نفس العاطفة المقرفة التي لاأحبها، طلب والد صديقتها أن يقابلني ويحدثني هو طبيب نفسي قال أن رقية محبة للأحظان وأنها تفتقدني وتشعر بكراهيتي لها وتفضيلي لريهام عنها ،قلت له طبيعي لأن ريهام أعقل قا لي جملة عجيبة( رقية مختلفة عنك أحبي إختلافها ) أولادنا ليس من الضروري أن يشبهونا ،الحياة تحتاج للجميع( رقية مشوهة النظرةلنفسها وتقول أنك لاتحبينها) شعرت بالضيق الشديد وقلت للطبيب أحبها والله لكن ...قاطعني ( إبنتك مختلفة الطباع عنك هذا ليس سوء فيها ) لم أقتنع بكلامه وعادت إلى البيت وأعطيتها محاضرة طويلة في الأدب ،فبكت كثيرا لاحظت بعدها أنها أصبحت أكثر إنعزالية ،ساكتة دوما تحتضن ذكريات أبيها وريهام مريحة وتفهمني،أفكر دوما مافائدة هؤلاء العاطفيين إنهم عبء على العقلانيين هي ووالدها شخصيات مريعة ،مرة حياتنا في صراع وتزوجت رقية بشخص عاطفي مثلها ويقول لي أنت مثل أمي المهم أنها ذهبت من البيت وتزوجت حبيبتي ريهام من دكتور بالجامعة أصبحت وحدي بعد فترة فاجأني السرطان ردود ريهام العقلانية الهادئة تجلدني بينما ريهام تبكي وتدعو الله من أجلي .عندي موعد مع الطبيب رقية تحمل إبنها الرضيع وتكون عندي بسيارة زوجها قبل الموعد أما ريهام فتعتذر لأن لديها تعب الحمل ولاتستطيع ترك إبنها الصغير وحده أول مرة في حياتي وأنا مريضة بالسرطان أعرف أن العواطف لها قيمة حضن رقية يهون على ألامي رغم أنني لم أحببه أبدا، أشعر وأنا في الخمسين أني طفلة ،زوج رقية يقول لي من قلبه سلامتك يا أمي ،كيف كرهت العواطف والعاطفة؟؟؟ريهام حزينة ولكن دعمها بحساب مثل شخصيتها تماما أما رقية وزوجها دعمهما وعاطفتهما بلا حساب ،بكيت من قلبي وتذكرت سابق حياتي إحتضنت رقية بكيت وبكت كم هو جميل حضنها هل في العمر متسع لأستمتع بما لم أفهمه أم أن الأجل قد دنا دعوت الله من قلبي أن يشفيني كي أسعد بإبنتي المختلفة عني وبالفعل تم شفائي الحمد لله رب العالمين وأنا ورقية لانفترق لقد إكتشفت كنزا حضنها يهدأني وكلامها يؤنسني
لا تكرهوا إختلاف أولادكم بل احبوا إختلافهم وتقربوا منهم،لا تشوهوا نظرتهم لأنفسهم بسبب أنهم لايشبهونكم .أنا ورقية نحيا أسعد أيامنا
لا يوجد أي ردود على هذا الموضوع