💞 تأخوا تحابوا فيجب ان تكون القلوب نقيه وصافيه 💞

💞 تأخوا تحابوا فيجب ان تكون القلوب نقيه وصافيه 💞 Hayah /templates/dist/assets/img/logo.png
أيّها المؤمن: رعاك ربي وحفظك اسأل الله ربّك وسيّدك ومولاك أن يرزقك قلباً نقياً رحيماً رقيقاً تقياً يحب لإخوانه ما يحبه لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه"[4]. وهذه خصلة الأوفياء والعباد الأتقياء.



فنقاء القلب مرتبة عظيمة ودرجة عالية رفيعة لا يصل إليها إلا أصحاب الفضل والكمالات، فهو ليس عبارات تدعى ولا أماني تشتهي، ولكنه الصدق والإخلاص لله جل وعلا.



من علامة نقاء القلب وصفاء السريرة أن تجد المسلم وقافاً على قول الله تبارك وتعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12] [5]، ومتذكراً قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث"، فلا يظن بإخوانه إلا خيراً، ويحملهم على المحمل الحسن ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.



ومن علامات نقاء القلب وصفاء السريرة أن تجد المسلم مستشعراً قول الله عز وجل: ﴿ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ﴾ [النور: 12][6]، فلا يستعجلن في حق إخوانه في الدين، فهم وإياه منزلة الجسد الواحد فما ظنك بجسد أنت عضو من أعضائه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"[7].



ومن علامات نقاء القلب وصفائه كف الأذى عن المسلمين، فلا يحسدهم، ولا يبغضهم، ولا يؤذيهم بلسانه ولا بيده متمسكاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"[8]، فذلكم هو المسلم المؤمن فنقاء قلبه كان سبباً في كف جوارحه عن أذية إخوانه.



أيها المؤمنون: إن القلوب إذا كانت نقيه عفت، إذا كانت نقية صفحت، وإذا كانت نقية عذرت، إذا كانت نقية طابت وزكت في الدنيا والآخرة، فكان جزاؤها عند ربها أن يتجاوز عنها وعن أصحابها، ويدخلهم جنته؛ لطيبة قلوبهم ونقائها. في مسلم من حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسراً فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر، قال الله - عز وجل -: نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه"[9]، فلما طاب قلبه على إخوانه فعذرهم لفقرهم كان ذلك سبباً في تجاوز الله عنه.